السحر والشعوذة افة تهدد المجتمع ويحاسب عليها القانون

تحقيق / كاظم حسين الزبيدي
هناك العديد من الظواهر السلبيَة، الّتي يقع فيها بعض الأفراد في المجتمعات، مما يلحق الضرر بهم وبغيرهم وبالمجتمع برمته، بل وبالوطن كذلك؛ لأنَ الإنسان الواعي المتعلِّم والمنتج، هو رصيد مهم للمجتمع وللوطن،

 وظاهرة السحر والشعوذه من اهم الظواهر المنتشره في مجتمعنا .فما هي الحلول وكيفية علاجها وماهو موقف القانون منها تنتشر ظاهرتا السحر والشعوذة في أغلب المجتمعات بغض النظر عن المستوى الثقافي للشعوب.
‏‎وفي العراق، ما زال أصحاب هذه الممارسات يلقون استجابة نتيجة قلة الوعي ليقع ضحيتهم آلالاف من الجنسين بأزمات اجتماعية تصل لمستوى الصدام بين الأشخاص حيناً والأسر والعوائل في كثير من الأحيان.
يقول الباحث والاكاديمي الاسلامي علي الحسيني إن «قضية السحر والشعوذة ظاهرة قديمة ومرتبطة بكثير من الغيبيات والقلق على مستوى العقيدة والفكر وضمن دائرة الشخص والعائلة، حيث يقلق الانسان على رزقه ومستقبله وهذا القلق ظاهرة موغلة في القدم ومن الطبائع البشرية».
وأضاف، أن «الحسد هو من يولد هذه الظاهرة ويستحضرها في عقول الناس وافكارهم، وللحسد والشعوذة اسباب ودواعٍ وتبدأ من ضعف الارتباط بالله سبحانه وتعالى وهي قضية مهمة جدا ويجب أن نتخذها وسيلة للابتعاد عن هذه المظاهر التي لا تكون الا عن شخصية تخلت عن الله ويأست للاسف من روح الله واتجهت الى اتجاهات تضر بالنفس الانسانية على مستوى من يقوم بعملية السحر او الشعوذة، وتضر بالاخرين».وشدد على أن «الشريعة الاسلامية تقف بالضد وتحرم السحر بكل انواعه، وبالتالي لا يمكن أن يقال أن هذا السحر صالح وهذا سحر غير صالح هذا سحر من اجل محبة او هذا سحر من اجل الكره، لأن السحر واحد بعنوان هو ترك الله والالتجاء الى هذه الألاعيب التي تتجسد بهذه المظاهر المضرة في كل عصر وزمان».وتابع المجاب أن «التخلص من حيز هذه الظواهر لا يكون الا بالرجوع الى الله سبحانه وتعالى والايمان المطلق بأن الله سبحانه وتعالى هو من يبعث القلوب ويرزق القلوب ويكون حاضرا في كل ميادين الحياة الاجتماعية فهو الخالق الذي خلق الانسان وتكفل رعايته، كما أن الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم السحر في سورة البقرة حيث يتحدث عن الملكين ببابل هاروت وماروت يعلمون الناس السحر ويتعلمون منهم ما يفرق به بين المرء وزوجه، فكيف اذن يتم البحث عن راع بعيد عن الله سبحانه وتعالى ومن اين تأتي هذه الرعاية أن لم تكن مع الله، وأي شيء يكون من غير الله هو غير نافع وغير مجدٍ ولا يرتكز على اساس».
بدوره، قال الباحث الاسلامي والاكاديمي الدكتور مزهر الكوفي إن «السحر كان موجودا في العصور القديمة عند الناس ولذلك نرى أن الله تبارك وتعالى قد مكن موسى عليه السلام أن يرد على سحرهم بما يبطله، ولكن في زماننا الحالي القضية اختلفت».
وأضاف: «اليوم المجتمع البشري ارتقى بمعارفه عما كانت تلك المجتمعات تحسبه سحرا وكثير من الامور عادت للعلم والطب في حل المشكلات التي يعاني منها الناس وليس الى السحر ولذلك كان موقف الإسلام واضحا في تحريم ما يتعلق بالسحر ومعظم المراجع العظام في رسالتهم العملية حرموا السحر»، مضيفا: «يجب على الرأي الفقهي أن يكون هناك عمل ثقافي وأن نوضح للناس اسباب المشكلات الاجتماعية وآليات معالجتها».
 وتعتكز هذه الظاهرة بشكل كبير على موجودات المقابر كأحد الأساليب التي يستخدمها السحرة للقيام بأعمالهم المرفوضة دينياً واجتماعيا.
‏‎وحول ذلك قال احد ضباط وزارة الداخليه : إن «هؤلاء السحرة والمشعوذين ملاحقون ويتم إلقاء القبض عليهم وفقاً للقانون وهم حالات فردية وليست جماعية، ولا توجد جماعات منظمة لهذا الموضوع بل هي حالات فردية الغاية منها الغش والنصب والاحتيال والحصول على الأموال بطرق غير مشروعة».
 ما هو موقف القانون؟
‏‎قانونياً، يؤكد الخبير القانوني احمد الشمري أن «المادة 456 من قانون العقوبات نصت على تطبيق عقوبة الحبس بحق من يستعمل الطرق الاحتيالية او يتخذ الكذب سبيلاً في التعامل عن واقعة معينة».
‏‎وأضاف، أن «قانون العقوبات العراقي أوجد للشعوذة المادة 456 المتعلقة بالاحتيال والتي تعاقب بالسجن من سنة الى 5 سنوات».
 أحد الضحايا يروي حكايته مع الدجالين
ويروي المواطن أ.ف قصته مع السحر قائلاً: «التجأت للسحر بسبب رزقي المتواضع وانعدام المنافسة، أعمل في أحد أسواق بغداد ورغم أن بضاعتي جيدة لا أجد مشترين».
ويضيف: «أقراني يبيعون بشكل جيد، وصراحةً دبت الغيرة والحسد بداخلي وبعد طول عدم قناعة التجأت للسحر ودفعت لأحد السحرة مبلغاً يتجاوز مليون دينار في سبيل تحسين وضع رزقي وتقليل رزق جيراني من الباعة».
وأضاف، أنه «في النهاية لم ينفعني السحر وذهب المال الذي دفعته أدراج الرياح، وخسرت قيمة بضاعتي بسبب اليأس والتفكير بالسحر بشكل دائم، وفي النهاية التجأت إلى الله وزاد عندي الوعي وابتكرت اساليب جديدة بالبيع ورزقني الله من أوسع أبوابه».
‏‎وتقول الأكاديمية ندى العابدي، إن «ظاهرتي السحر والشعوذة يقبل عليهما المتعلم والجاهل وذلك بسبب الجهل المركب الموجود حاليا»، مشيرة إلى أن «المجتمعات التي يطولها الفقر والجهل وتتراجع مستويات التعليم فيها يطغي عليها التفكير السطحي واللجوء إلى الحلول الكسولة التي لا تكلف جهداً ومن بينها السحر».