قاسم الغراوي / كاتب / صحافي
ان فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجعية الدينية في العراق قلبت المشهد والظروف التي عاشها العراق إبان دخول داعش الإرهابية وحولت الوضع من الإحباط والانكسار الى التحدي مرورا بالانتصار .
ان الأيام السوداء التي عاشها أهالي المحافظات الموصل وصلاح الدين والرمادي والمدن القريبة والقصبات تحت سلطة داعش الارهابي وعموم أفرزت روحا جديدة استطاعت أن تغير كل المشهد بذلك الوقت حيث انتخى الشعب ولبى نداء الوطن نداء الجهاد الكفائي في ملحمة كبرى تضافرت فيها جهود الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب والمتطوعين من الحشد الشعبي وكل الأبناء البررة الشرفاء لتلك المحافظات التي عانت من زمرة داعش الإرهابية.
ان تحدي داعش في تلك الفترة كان تحديا وجوديا استهدف حاضر ومستقبل وتاريخ العراق ، فلقد عاث المجرمين الدواعش القتلة فسادا وقتلا وتشريدا لابناء المحافظات التي حكمها داعش وتم اغتصاب النساء وبيعهن في سوق النخاسة وقتل الشيوخ وتهجير الناس.
اليوم أصبح لدى العراق قوة رديفة للجيش وساندة له تستطيع ان تضمن القيم الأساسية لهذا البلد وتدافع عنها بعد ان قدمت التضحيات من خيرة الشباب وامتزجت الدماء بين جميع المقاتلين للانتصار ضد داعش.
الحشد الشعبي مؤسسة امنية رسمية تعمل تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة وتتحرك وفق سياقات عسكرية ولازالت تقوم بمهام متابعة خلايا داعش وهي اليوم تشارك في البناء والاعمار وكان له دور مهم وأساس في الجهد الخدميالميزة الأساسية للحشد الشعبي انه نشأ في ظرف فراغ أمني ساعد داعش ان تتمدد ويشعر الشعب بالاحباط وخصوصا المحافظات التي احتلتها داعش. على الحكومة العراقية ان تعجل في سن قانون الخدمة والتقاعد للحشد الشعبي وان يتم اقراره وان يتضمن تسهيلات بعيدا عن التعقيدات.
خيار الشعب وتاريخ الشعب العراقي امتداد لمواقفه البطولية عبر التاريخ في المواقف الصعبة التي تهدد وجود الوطن وأمنه واستقراره.