أسماء خيدر
المغرب
للذاكرة، جرح يطفو على سطح القلب
كلما نزفت مشاعرك المركونة على حافة النسيان
هو الكتمان المؤجل
الذي يزج بك في زنزانة صمتك.
مرهقا من يومك ،خائفا من غدك.
تحسب هفواتك التي أكلت من وقتك
متعبا ، من سفرك الذي سرق جل أحلامك.
عيناك على الزمن الذي يمتص رحيق روحك
متوجسا من جبروت ليلك .
تلطخ البياض بحبر دمك ، كلما نظرت إلى أمسك.
في مساءاتك الفارغة إلا من شظاياك
تحتفل بحطامك ،على إيقاع نبضك
ضائعا ،بين زحام أفكارك وذكرياتك.
تفك أزرار قلبك العصي ،باحثا عن جرحك
تمد يدك للضوء ، ليقرأ كفك وعن برجك
يا أنت ….
يامن سقطت في بئر ضعفك
وتعثرت بأخطاء غيرك
لا إثم عليك… كل ما هناك ،أنك صدقت قلبك.
يا أنت…
متى زارك الحلم واغتالك
ونكث عهده معك ؟
كنت مفزوعا ،باكيا من رمح أصابك
وأنت تقطف آمالك من حديقة طفولتك.
تكلم نفسك المفقودة في فوضاك
حين رميت صنارتك في بحر السماء .
البحر فارغ إلا من ملحه
وأنت كالناي …
تنفخ فيك الرياح أغانيها المرة
حتى فاض نبيذ دمك في كأسك.
لتتحرر من هشاشتك ،وزبد أيامك.
يا أنت أزل ستائرك وافتح نوافذك
لقد كنت فكرة أضحت كذبة حين شاخ بك العمر.
صدق كذبتك واترك حقيقتك تنضج على مهل
واسترح على عشب ظلالك وفكر في
وجودك.
ولتكن عيناك الشاهدتان على ولادتك
من جرح نهايتك.
ولتصفعك يمناك ،كلما زاغ خطوك
وابتسم ثغرك لهمس فؤادك .
تذكر التفاحة التي غيرت منحى البداية
وفتحت أبواب الجحيم على كل مشاء
يلعب بحبال الحياة، التي تباغته
وتخطفه من نشوة اللحظة .