عبد الرسول الاسدي
ذات حوار جامح كتب ادونيس يقول ( مازلت اشعر إني مجرد تلميذ وأن الكثير مما يجب ان يقال لم أنجح في الحديث عنه )!
هذا الإعتراف يأتي بعد أربعين عاما من إصدار كتابه ( الثابت والمتحول) الذي كان غاية في الجرأة والمكاشفة الى درجة دعا فيها البعض الى إحراق كتبه !
فن الإعتراف بالحاجة الى مزيد من الوقت لتكون مواقفنا مدججة بالقبول والرضى من قبل ذواتنا قبل الآخرين . استذكر كل هذا في هذه الأيام حيث
اهتزت الأرض في تركيا وسوريا مخلفة آلاف الضحايا في أفضع كارثة طبيعية منذ أعوام طويلة لينقسم العالم الى شطرين الأول هرع لنجدة تركيا والآخر ادار ظهره عن شعب سوريا الأعزل الذي تحيط به الحروب والحصار والمشكلات الإقتصادية والنفسية .
فعن أي مجتمع دولي متحضر نتحدث ونحن نشاهد العوائل التي تستغيث عبر مواقع التواصل الإجتماعي في انتظار من ينجد أبنائها من تحت الركام بظل فقدان الإمكانات اللازمة لذلك .
وعلى الرغم من أن العراقيين كانوا في طليعة من بادر لمساعدة الشعب السوري الشقيق في محنته بشكل لافت للإنتباه مع دول قليلة على عدد الأصابع فان من المؤلم أن نشاهد هذا الانقسام الكبير حيال ضرورة إرسال المساعدات من عدمها لأسباب أغلبها سياسي على الأرجح .
نقول ان كل البشر متساوون سواء من وجهة النظر الدينية أو الأخلاقية والنساء والأطفال بل العوائل التي فقدت سقوف منازلها وكل ما تملك هم من اخوتنا في الإنسانية أولا وآخرا وبعيدا عن كل الإعتبارات .
ان الكوارث الإنسانية الكبرى التي نعيشها قد تكون الباب الأول الذي تنفذ منه بقايا إنسانيتنا لتعبر عن ذاتها بالصيغة الأبهى والأكمل لنكون بعيدون أشد البعد عن البغضاء والكراهية ومشاعر الفتور والبرود تجاه الآخر
وكما يقول الشاعر :
قضى اللهُ أنَّ البُغْضَ يصرعُ أهلَه
وإنَّ على البَاغِي تَدورُ الدَّوَائِرُ