آمال زكريا
دثرت عتبته بمعطفي
حنين جرفني مثل فيض
وجع انيق
ارتديته صباح اليوم
وانا امسح عن بابك الغبار
كان الباب بارداً
كان سداً..
فقط بقي كما هو..
لم يعد خلفه قلباً يخفق لآجلي
لم يعد ينتظرني
لا املك نسخة مفتاح
الجسد هرم
والروح تتنفس غربة باردة
خلف الباب ملعب طفولتي
وانفاس ابي
أبتاه…
ياعزة اغتالها الرحيل
مثل سرب نوارس تاقت للبرية
عدت ومعي الف نورساً من شوق..
لست هناك ،وانا على الباب هنا
جمرة شوق تأكلني، تاكل اصابعي..
البيت بارد
ذات نهار غادرته
بارادتهم لا بإرادتي
بفستان ابيض وابتسامة بلهاء
اصبحت اماً..
واطفال من حولي..
اباه من بعدك اوصدوا الباب بوجهي..
محو مجد انتمائي
مزقوا صورة هويتي
حطموا كؤوس نبيذي
يا ليتهم اهرقوا دمي
اكلوا وجهي الطافح بالبراءة
وانا جائعة مترعة بالحنين
صورتي مع امي واخوتي
وابي الشارد
المطبخ به فناجين حليب
أول الحب لنا وأول طعم
اين سريري..
اين فراشي
باردة اوصالي
اينك يا امي
دثريني..
بدفء يديك..
اريد ان انام..
كنت طفلتك
سرير لي بغرفتي
ًركن به رسوماتي لم تزل
تشهد صخبي
واحلامي
فهاهنا رسمت دمية
ورسمت هنا قلبا
كانت جديلتي الشقراء
تشعل النار في سياج الحديقة
اين شجر المشمش
اين دالية العنب
قد باتت بلا دفء
بلا ثمر
بلا ظل
هل اكلها دود القز
هل اختارت ان تكون كحضن امي..
شجرة شوك
وانا غابة شوق..
قد كان ابي سنديان عتيق
وارف الحنان
كان قلعة هدها القدر
قلب امي بارد
ليتها شعرت بلهيب حنيني
ليتها علمت ان بي نيران
تذيب جبل جليد
لا كفها يمسح دمعي
ولا حضنها يأويني
عارية.. انا
مرمية خلف الديار
منفية..
اهرول مثل طفلة
وقهقهات طفولتي
تلاحقني
بيتنا..
برية..
صحراء
غابة شاخت اشجارها
أواه ياشمعة عمري
يا اماه كيف لك
ان تهملي كل دفئي
ليتني كنت تراباً..
وما كنت نطفة في رحمك
ليتني ما وقفت ببابك..
ليتني ما عدت
اواه يا امي
كيف سأنشد القصيد
على مسمع الامهات
اي عاقة انا
اواه يا امي
سامحيني..على كل كلمة
فمشوار حياتي دون قلبك
كانت ظلال في ظلال
وما زلت طفلة
ابحث عن نور
يعيدني
إلى حضنك
يعيدني إلى رحم العائلة
كي اولد من جديد