عبد الرسول الاسدي
نعم لقد رحل ذلك الفارس الذي ما ترجل عن صهوة المنازلة إلا في ربوع الشهادة .رحل رمز المقاومة وصانع إنتصاراتها ومن كان يصوغ فصول الكرامة ضد الإستلاب الصهيوني.
وهو القادر مذ أبصرنا عنجهية الحياة التي تحاول أن تصاغ تفاصيلها من حولنا على ان يغير قواعد اللعبة في كل مرة ليصبح التحدي إنتصارا والإستنزاف بداية حياة جديدة .
رحل نصر الله بعد عقود من التحدي وصناعة تفاصيل ملاحم الإستشهاد والصبر والعزيمة وعناوين الكرامة رحل سيد المقاومة وفارسها الذي لم يداهن ولم يركع ولم يستسلم في مقارعة كيان غاصب مستبد يستبيح الأنفس والمقدرات ويدمر الشعوب والأمم والمجتمعات ويسلب خيراتها ومقدراتها.
نعم أنه ذلك الوهج الإستثنائي الذي يحيط بتلك الشخصية التي تملك هدوء العارفين وسطوة القادة وإستثنائية الحضور تلك التي جعلت من حبنا لهذا الرجل خارقا للعادة وصانعا لأساطير من الإنتصارات .
ففي كل صفحات المواجهة المتلاحقة التي خاضها حزب الله دفاعا عن لبنان وفلسطين والأمة كان نصر الله هو الذي يدير المعركة بتلقائية وحضور لافت وهدف واضح وتشخيص دقيق ورؤية إستثنائية للوقائع على الارض وقدرة لاتضاهى على إيجاد الحلول لكل الإشكالات .
سيد المقاومة نصر الله حي يرزق في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. في القلب والوجدان والضمير وفي ذاكرتنا الحية التي ترفض الإستسلام وهو حي يرزق لأننا على نهجه ولأن المقاومين على خطاه سائرون في كل الميادين غير مبالين أوقع الموت عليهم أم وقعوا عليه.
فمنه تعلمنا أن الوعد الإلهي بالنصر القادم لا ريب فيه ومنه تعلمنا أن نقول ونفعل وأن الأمم والشعوب تصنع مستقبلها وتصوغ القادم بعناوينه المختلفة.
لهذا نثق ان الإنتصار قادم وان تلك الفرحة الصهيونية التي يروج لها المتصالحين مع الغزاة المجرمين والمطبعين ستزول وان لبنان ستعيد تعديل البوصلة وتعيد ترتيب أوراق الإنتصار من جديد.
رحمك الله يا أبا هادي وكل رفاقك القادة المجاهدين دفاعا عن لبنان وفلسطين والأمة وستبقى ذكراك في القلوب الى الأبد لأنك قائد لا تتكرر وعنوان آباء وشمم وعز لا يقهر.
وأعاننا الله على أن نحتفل بيوم الإنتصار القادم وانت لست معنا بشخصك بل بروحك.