عبد الرسول الاسدي
كل ما نكتبه أمانة نساءل عنه من قبل ضمائرنا أولا ونعاتب عليه من مجتمعنا ونحاسب عليه أنفسنا ، عدا طبعا عن الرقيب الإلهي الحاضر الذي لا يغيب. هذا ما تعلمناه حتى قبل أن ننخرط في مهنة الإعلام والصحافة حين كنا شبابا يستهوينا أن نكتب بشغف ونطالع بلهفة ما يكتبه الآخرون فنسال أنفسنا عن السبب الذي دعا هذا المفكر للإعتقاد بكذا أو السر الكامن وراء إصرار كاتب معين خلف رأي خاص يدعمه ويدافع عنه.
حينها تولدت لدينا قناعة ان عالم الخواطر الخاصة والأفكار الذاتية ليس لها مكان في عالم المهنة وريادة الفكر وتحمل مسؤولية قيادة المجتمع والأمة لأن كل ما نكتبه اليوم في الإعلام وما نصرح به ونتبناه من مواقف ونطلقه من أحكام سيؤسس لرؤية وربما لخط شروع معين فيخرج من الذاتية والإنتماء الخاص الى العام بكل ما ينطوي عليه من موضوعية وتجرد.
فحين تحمل سورة كاملة في القران الكريم إسم القلم فهذا يعكس الأهمية العظمى للعلم بل للقلم بما ينطوي عليه من أمانة ورفعة وسمو وعلم لا يمكن أن تحده حدود. وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل أن يقسم جل وعلا بالقلم فهنا نتوقف كثيرا ونمعن في ذلك لأن هذا يعني أن ثمة أسرار كبرى لا يمكن حصرها بهذه الأداة التي نراها بسيطة وصغيرة ولكن خلفها يقف مستقبل الأجيال مثلما يكتب تاريخها,
حين نكتب فنحن نتنكب أفكارنا ونعتنق دين الإصرار على الإنتماء الى حيث تقف الحقيقة واضحة بلا رتوش وناصعة من دون إنحياز ولهذا ربما تجدنا في أحيانا كثيرة نقع ضحية الإتهام بالإنتماء الى خط معين دون غيره لتأتي الاجابة واضحة ان الإعلام الرسالي هو إعلام المجتمع وليس النخبة وهو إعلام الحق والمباديء والثوابت وليس الترويج الفارغ الأجوف الذي ينشد العلو والإنتشار وسعة التوزيع وغيرها من الإنشغالات اليومية.
القلم أمانة والكلمة أمانة مثلما الموقف أمانة كبرى وحتى لا نضيع في منعطف الإحتمالات وضعنا نصب الأعين أن البوصلة التي يجب أن ندور معها هي تلك التي تشير الى الحق ندور معه حيث دار ونحن على اتم الثقة أن الرسالة التي نؤديها تنال رضى الله سبحانه وتعالى وتحرز ثقة الضمير أولا ثم الجمهور .
والقلم وما يسطرون الإعلام المستقل وإشكاليات الإنتماء
