سيدرا الأسعد
حين ارتأيتكِ رسماً خانني قلمي
فكيف أرسم جرحاً صارخاً بدمي
ياقبلة في جبين الشمس يا بلدي
ونجمة في ليالي العشق لم تنم
من سرمد الحب قد هام الفؤاد بها
إلى القيامة يتلوها رحيق فمي
صاغ الربيع شغوفاً فوق رابية
قلائد النور أرواحاً من الرمم
وحول غدرانها غيم يحجّ لها
كناسك طاف حول اليسر والعدم
أمسى النجيع بطعم القهر يسكنها
وتستقي منه أفواهٌ ولا تَلُمِ
والبرد إذ خالط الظلماء مقترب
صُمّت بروق الهدى في هاطل الدّيم
أيا بلاداً تجزّ الحب إن نبتت
سنابل العشق فوق الجرح والألم
وتقتل النور في أحداق من عشقوا
وتأكل الحلم كالغربان في نهم
شَقّ الغمام شراع الضوء محتفياً
والعسف لوّح فوق العدل والشمم
قنديل أحلامنا البيضاء منكسر
والليل يطحن كابوساً من النقم
أعاتب الموت في عينيكِ يسحبنا
إلى مخاض من الآلام والسقم
للقهر صوت يهزّ الطود في صمم
يجلي الوجود عقيماً مولِد العدم
هذا الفساد وقد لاذت به أمم
يزلزل الأرض إن قامت ولم تقُم
كوالح الشكل بتنا بعد مسغبة
واعتلّ صدر الندى في ظاهر الأكم
وذابت الشمس في كفّ الظلام وقد
كنّا الضياء بدار العرْب والعجم
قومي بلادي فإنّ الصبح منتظرٌ
سيطلع الفجر مدراراً من الهمم
لو يُنبِتُ الطلّ أرواحاً مضمّخةً
نامت تضجّ بصمتٍ وارف الكلم
أنفاس من رحلوا تحت الحطام غدت
قيداً يطوّق جِيْد الصدق والقيم
هل يلمس الحبر صوت الآه في وطن
أردى الحروف، فيا أشلاءنا التئمي