عبد الرسول الاسدي
ونحن على أعتاب عام جديد والنمطقة تحث الخطى صوب مزيد من الصراعات ربما يحق لنا أن نسال : أين دور النخب في صناعة القرار محليا وإقليميا ..ونعيد طرح ذات السؤال على مثقفي تلك النخب ذاتها :
أنت مثقف ؟ إذن أنت تصطاد الأفكار لتعيد برمجتها ، تصوغ منها مواقف ثابتة وإنتماءات أكيدة …وربما تتسلح بأدوات تغير بها واقعك وتنجح في إنتاج أفكار جديدة مختلفة …لكن قد يكون كل هذا غير واضحا جدا ..
فأنت مطالب بالضرورة أن يكون لك عالمك الأكبر والأوسع . فهناك من يرى أن المثقف آني وذاتي ومحصور في فئة ليس بالضرورة أن تنتج وتبدع بل ترقب وتنتقد وتصمت …في حوار الثقافة ثمة صيادون ماهرون يعرفون متى وأين ولماذا نصمت وكيف نتكلم .
ولعل هذا الرأي يطرح حتى في الغرب من قبل مفكرين أوربيين وامريكان يرفضون رفضا قاطعا ما تذهب له حكومتهم من إستبداد بالرأي وتسويق شعارات غير واقعية.
في (كتاب العقلانية جسر بين الشرق والغرب) لأستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة الدكتور حسن حنفي) يرى ضرورة أن يرجع العرب إلى العقل بإعتباره بداية جديدة تبين مخاطر العولمة وأشكال الهيمنة الجديدة وأساطير صراع الحضارات ونهاية التاريخ. في حين أن نفس هذا الجسر يراه أستاذ آخر غربي هو ديفد شتاينر أستاذ الفلسفة بجامعة بوسطن الأميركية ويرى فيه ضرورة البحث عن مسار يربط بين عالمين على أن يكون التفكير أساسا لهذا الجسر وليس التمكن والسيطرة.؟
كلنا مطالبون اليوم بأن نحتكم الى العقل لنعيد إنتاج قضايانا بشكل يصنع إنتصارا دائما على قيم الرأسمالية والإستبداد والظلم التي تحكم العالم بسبب قطبية النظام الواحد الذي حذر منه مفكر غربي هو جورج غالوي مرارا وتكرارا معتبرا أنه قد يكون البداية لنهاية عالمهم ونهضة بلداننا من جديد لأننا نتمسك بالقيم .
ولعلي في هذا الصدد أتذكر ماقاله أحد المفكرين اليهود وهو يقول : أن الفلسطيني يخرج من الإنقاض وقد بترت ساقه ويده واصيب جسده وهو لايملك إلا إصبعين يرفعهما علامة الإنتصار .لأن القران الكريم يقول للمسلمين ( إصبروا ) والصبر بحد ذاته إنتصار لا نملكه …
سلاح الصبر هو الوعد الإلهي الذي سيأتي بالنصر على الظلمة والجسر الحقيقي الذي يوصلنا الى ضفة الأمان هو جسر العلاقة المخلصة مع الله والضمير والإنسانية .