حامد الحمراني
هل أنتَ راض عن نفسك ؟ هل تُريد تغيير حياتك؟ الجواب ( بدون هنبلة) سيكون حتماً عن السؤال الأول بالنفي وعن الثاني بالإيجاب ..
يبدو أن هكذا أسئلة تتقافز أمام أذهان أغلب الناس، ولكنها تنشط في الازمات النفسية والصحية وبعض المواقف المصيرية والمشاهد المثيرة والحاسمة في تاريخ الناس ..
أما في العراق فقد يكون الأمر مختلف بعد ان دخل الاحتلال والإرهاب والفساد على الخط..
وفي كتاب قرأتهُ مؤخراً بعنوان ( كيف تُغير حياتك ؟) للسيد حسين نجيب محمد الذي يقول في مقدمته : وجد أن ٣% فقط من الناس يعيشون بسعادة وإتزان ، اما الباقين يعيشون الشكوى والرغبة في التغيير .
ويضيف: ان ٣% أيضا من سكان الأرض يعيشون حياتهم أما الآخرون فإنهم يعيشونها قولا لا فعلا . والكتاب جميل وجدير بالقراءة فهو يؤكد على ان أول محركات التغيير هو تشخيصك الصريح واعترافك بإن فيك خصالاً سيئة وانك لا تملك الحقيقة كلها ، اما اذا اعتبرت انك أفضل الأحياء والأموات وانك تعرف كل شيء وعندك مفاتيح العلوم والمعارف ، وانك تقرأ( الممحي ومفتح بالبن) فإن ذلك سيكون حجر عثرة أمام تطويرك او تغيير حياتك التي انت تمقتها في نفسك وتدافع عنها أمام الناس حتى وان كنت على خطأ وتعيش اتعس اللحظات ..واعترف انني لم اقرا كتابا منذ اختفاء الكهرباء اللاوطنية ، وان هذا الفراغ الثقافي جعلني أشعر بمرض التيبس الإبداعي فقد قيل من لم يقرأ لا يستطيع أن يكتب ، ومن لم يفتح عينيه بشكل صحيح لا يستطيع أن يرى ، اما اذا تلبس المثقف بموائد السلطان ورواتبهم ومكافاتهم فإنه سيصبح ك( الأخرس بالزفة)..
ولأن القلق السياسي والثقافي يدب في النفوس فما ادراك ما الذي سيحصل .. وبصراحة كنت اتمنى ان اقرا كتاب ( دع القلق وابدا الحياة لدايل كارنيجي) ولكن كتاب كيف تغير حياتك وقع في يدي ، و( كتاب في اليد خير من عشر على الرف).
وقد اذهلني في الكتاب روح مؤلفه المتدينة وحرصه الشديد على الارتباط بالقيم الكونية العليا إضافة إلى قصصه الواقعية من التاريخ العربي والإسلامي والعالمي وابتعاده عن الأكاديمية والتنظير الممل.
فقد تناول انقلابات مهمة في حياة شخصيات كانت تمارس ( المجون) وتحولت إلى شخصيات خلدها التاريخ والجغرافيا أمثال بشر الحافي ، وكيف انقلب الحر ابن الرياحي من قائد في جيش يزيد إلى مقاتل بين يدي سيد شباب اهل الجنة في واقعة الطف الخالدة ،فضلا عن قصص عشرات الرسائل لشباب معاصرين تحولوا وتغيرت حياتهم ..
طبعا ستسالني هل تأثرت بالكتاب وطبقته على نفسك؟ سأقول نعم خاصة في ترك عادة التدخين ،فقد استمرت قراءتي للكتاب ثلاثين يوما اقلعت فيها ٣٠ مرة ، وشعرت بسهولة قرار الترك ،عندها تذكرت الكاتب الساخر برنادشو الذي قال ان الإقلاع عن السكَائر مهمة سهلة بعد أن تركها اكثر من ١٠٠ مرة في حياته!!!!!.