عبد الرسول الاسدي
لم يفاجئني الزميل عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي وهو ينفجر على الهواء بنوبة فرح مهنئا بنهاية الحلم الصهيوني بإستمرار الخلاف بين السعودية وإيران وإنكسار الأوهام الصهيونية تلك بعد أن قطعت التفاهمات أشواطا مهمة إنتهت باستعادة العلاقات بين البلدين الجارين للعراق والمسلمين والمهمين في المنطقة .
فلا أحد ينكر حقيقة أننا نتشارك جميعا كشعوب ومجتمعات إسلامية وشرق أوسطية قلقا إستمر على مدار الأعوام السابقة من التصعيد المستمر بين الرياض وطهران والقطيعة التي يفرح لها اعداؤنا قطعا ولهذا فنحن جميعا نتشاطر الفرح العارم إزاء الخطوة الجديدة التي ستذيب جبالا من الجليد وربما تكون مقدمة لإنهاء ملفات عالقة طال عليها الدهر بين المتخاصمين في ميادين منطقتنا الساخنة وساحات حروبها ومساجلاتها .
نعم انه نهاية الحلم لكل الأعداء بأن يستمر الخلاف والقطيعة وأن يتحول ربما الى تصادم بأي شكل من الأشكال لأن ما حصل انما يضعنا أمام اعتبار مهم يقول ان كل أقطاب المنطقة لا تملك سوى خيار التواصل والتآصر والتكامل أو على الأقل خيار التعايش السلمي مع الجيران .
إن الخطوة الشجاعة التي أقدمت عليها طهران والرياض بالإنفتاح على بعضهما انما تجيء بجزء كبير ومهم منها نتيجة خمسة جولات من الحوار رعتها بغداد رغم كل جراحاتها ومشكلاتها واثمرت عن فتح أبواب مهمة أوصدت لوقت طويل بين الجانبين .بغداد سبقت الصين وغيرها في تحقيق هذا الوئام الذي ننشده مثلما كانت على الدوام تجمع ولا تفرق وتستبق الآخرين الى فعل الخير والتواصل بكل محبة ومد يد العون الى كل الأحبة من الجيران والمنطقة .
قطعا نتشارك جميعا تفاؤلا كبيرا بأن ينعكس هذا التقارب على مكنونات مهمة لعل في مقدمتها إرساء قواعد السلام الدائم في الشرق الأوسط يلعب فيه اللاعبون الكبار ومنهم العراق أدوارهم في إبعاد شبح الحرب والإقتتال عن الأشقاء والجيران ويسهمون بإعادة البناء والإعمار على أتم وجه.
كلنا سعداء بهذه الخطوة المميزة ونتمنى مزيدا من التقارب بين الجميع وأمنا ورخاءا يتسع لكل الشعوب ومجتمعاتها في المنطقة .