حيدر الأنصاري
أحياناً قد لا يمكن للكلمات ان تصف بعض الأفعال المشينة والتي باتت اليوم تعبر عن الوجه القبيح للتشجيع الرياضي عبر تصرفات أقل ما يقال عنها إنها تصرفات صبيانية همجية لا تمت بصلة الى مبادئ وقيم الروح الرياضية والأخلاق الحميدة التي تربينا عليها منذ الصغر وكبرنا معها لنطبق تلك الدروس التربوية على أرض الواقع بأبهى صورة ممكنة وتعكس من خلالها دور العائلة والأهل خصوصا الأبوين في تهيئة الأبناء، وبنائهم بناءا سليما يعتمد على الخلق الرفيع واحترام الآخرين وعدم التجاوز على الغير و قيم تربوية عديدة لا يمكن حصرها بسهولة وهي ما يستطيع المقابل تقييم الإنسان من خلالها . أهداف ايجابية جمة يمكن ان نحددها عندما نتحدث عن الواقع الرياضي لكن أهمها يكمن في إنها توحد الشعوب وتضفي روح الألفة والمحبة والثقافة بين جميع البشر من خلال التنافس الشريف والتحلي بروح التسامح وتقبل النتائج فمبدأ الفوز والخسارة أمر طبيعي وارد الحدوث في كل محفل وتقبل هذا الواقع مسألة حتمية و لا يمكن إطلاقاً ان تقود تلك النتائج الى التعصب والخروج عن الروح الرياضية والاندفاع نحو الإساءة بالتصرفات والأفعال غير الإنسانية التي تؤذي المقابل نفسيا وجسديا.
ان ما حدث في ملعب كربلاء خلال مباراة كربلاء و دهوك ضمن مباريات دوري نجوم العراق وتكرر كثيرا في ملاعب أخرى يعد تعدٍ سافر لنفر ضال محسوب على جمهور كربلاء تجاه الحكم المساعد لهذا اللقاء ليضع هذا الفعل المشين القائمين عليه أمام مسؤولية حقيقية في اتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة أولاً لمعاقبة المتسبب بهذا الفعل وفق القانون ومن ثم وضع حد لكل من تسول له نفسه تشويه سمعة دورينا وصورة جماهيرنا الرياضية الواعية والتي لها باع طويل في تقديم المثالية في التشجيع الرياضي طوال السنوات الماضية وما زالت تطرز لوحات رائعة على مدرجات ملاعبنا في كل أنحاء العراق . ان تلك التصرفات غير اللائقة من قبل قلة قليلة من جماهيرنا برزت في الآونة الأخيرة وتفشت نتيجة عدم اتخاذ الإجراءات الرادعة من قبل المعنيين بالشأن الكروي وقد تتكرر مجددا إذا تم التعامل معها على انه مجرد حالة استثنائية مرت دون إصدار قرارات صارمة والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات دورينا الكروي الذي نأمل ان يكون مثاليا في كل شيء وان يضاهي مستوى دوريات المنطقة او الدوريات الآسيوية المتميزة فدائما تقاس قوة وقيمة البطولات الرياضية باللوائح والقوانين التي من شأنها الارتقاء بالواقع الرياضي في المجالات كافة بينما تبقى آمالنا كبيرة حين نراهن على جماهيرنا الوفية التي ترفض بالتأكيد كل فعل يخرج عن الروح الرياضية ويبتعد عن الأخلاق الحسنة و ان تكون على العهد دائما كما كانت هي ملح هذه البطولة المفضلة لكرتنا المحلية والتي تسهم بشكل كبير وفعال في تطوير واقع منتخباتنا الوطنية اجمع وهي تخوض غمار استحقاقاتها عربيا وآسيويا وعالميا.