بقلم : حيدر الأنصاري
بين الحين والأخر يشهد الوسط الرياضي العراقي ظواهر سلبية عبر قضايا مطروحة للشارع الرياضي ومنها ما برزت على الساحة مؤخرا من حملات تسقيطية مكثفة ولدت صراعات جديدة في المجال الكروي العراقي لما تحمله من تطرف مقيت حيث وصل الأمر الى ما لا يمكن تغافله فيما يخص تشكيلة منتخبنا الوطني العراقي وما تضمه من لاعبين سواء من دوري نجوم العراق وما يطلق عليهم ( المحليين) أو من يلعب في دوريات أخرى خارج العراق وهم ( المحترفين أو المغتربين ) ومجرد التفكير بهذا المنطق وبهذا الأسلوب الغير حضاري يعد تصرف سلبي مرفوض عند كل من يتعامل بمنطق العقل في تسيير الأمور باعتبارها حالة من حالات التعصب والتطرف أو التفرد ان صح التعبير وبالتالي فإنها ستؤثر حتما على مسيرة المنتخب الوطني من سلبيات جمة وتبعات ثقيلة تسهم بشكل كبير في ابتعاده الأكيد عن كل المنافسات في معظم استحقاقاته ومشاركاته في الفترة الحالية . ان كل تلك المناكفات والمناوشات التي يسلط عليها الضوء في مختلف وسائل الإعلام او مواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك بين من يدعم اللاعب المحلي واللاعب المغترب بينما وصل الحال في أحيان كثيرة الى استهدافات شخصية لعدد من اللاعبين او الكوادر الفنية من المدربين في ظاهرة غريبة لا تمت للوطنية بصلة وتكشف الوجه القبيح للصراع من أجل مصالح شخصية تفوح منها رائحة حب الذات ( الأنا ) وتفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة .
ان ما يجب ان يعيه الجميع يتمثل في ان كل من يمثل منتخبات العراق سواء من اللاعبين هم أبناء العراق وان انتمائهم وولائهم لهذا الكيان العظيم ولا يمكن لأي من الأشخاص ان يشكك بوطنية أي منهم او ان يحاول التقليل من قيمتهم الفنية بشكل معيب وأسلوب مستفز بعيد كل البعد عن التحلي بالأخلاق الحميدة التي تعد مقياس حقيقي لمعدن الإنسان المحترم .
ان الإنسان الوطني الحقيقي والذي يدعم منتخبات الوطن بكل تسمياتها بقلب صادق لا يمكن ان ينتهج تلك الأساليب المعيبة والتي انتشرت مؤخرا وساهمت بشكل كبير في زعزعة الاستقرار الفني للمنتخبات الوطنية انطلاقا من بطولات الفئات العمرية الناشئين والشباب والمنتخب الأولمبي وصولا للمنتخب الوطني الأول وهو يخوض غمار أهم اختبار حقيقي متمثلا بمشاركته في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2026 وقد قطع شوطا كبيرا نحو بلوغ الهدف المنشود في تحقيق آمال العراقيين اجمع بكل طوائفهم وقومياتهم .
ان منتخبنا الوطني العراقي يمثل كل العراق وان عملية دعمه وتشجيعه واجب وطني وأخلاقي ولا يمكن لأي شخص مهما كانت مكانته ان يزايد بوطنية لاعب على حساب لاعب أخر مهما كانت الأسباب وإلا فالنتائج ستكون وخيمة وغير مرضية لكل محبي منتخب العراق .
ان الآمال التي يعول عليها العراقيون كبيرة في الوصول إلى المونديال القادم بدعمهم اللامحدود وتكاتفهم المعهود لأبنائهم اللاعبين،بشكل عام دون التمييز بين لاعب وأخر بينما يبقى طريق الأمنيات سالك دائماً في الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك لكتيبة أسود الرافدين بإذن الله ولا عزاء للمشككين و المطبلين الذين ينعقون دائما ً خارج السرب .