عبد الرسول الاسدي
نحتفل والعالم الإسلامي بذكرى ولادة الإمام المهدي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وسهل مخرجه في ذكرى تتكرر كل عام منذ قرون طويلة لتعيد فينا زراعة الأمل والتفاؤل الكبير بهذا المولد الشريف.فهو (عجّلَ اللهُ فرجه) حجة اللهِ تعالى وخليفتُه في الأرضِ والواسطةُ بينَ الخلقِ والخالق، وهو آخرُ خلفاءِ خاتمِ الأنبياءِ (صلّى اللهُ عليه وآله)، والاعتقادُ به مُحقّقٌ للنجاةِ الأخرويّة الأبديّة، فعدمُ الإيمانِ به يورثُ الخسارةَ الكُبرى والندامةَ العُظمى.
ولعل فكرةَ المهدويّةِ مقرونةٌ بفكرةِ إقامةِ العدل، فالإمامُ (عليهِ السلام) هوَ ذاكَ الشخصُ الذي سيُحقّقُ العدالةَ على وجهِ الأرض، والإيمانُ به (عليهِ السلام) يشدُّ الإنسانَ نحوَ إقامةِ العدلِ ونبذِ الظُلم، بمعنى أنّه يحرّكُ جانبَ الخيرِ في الإنسان ويدفعُه نحوَ إقامةِ العدلِ والإحسانِ والاستقامةِ وغيرِ ذلك.
فالكم الكبير من التفاؤل بهذه المناسبة يقترن بفكرة الخلاص لأن فكرة المهدويّةُ أملٌ لكلِّ المُستضعفينَ والمظلومينَ في الأرض، فإنّ كلَّ مظلومٍ ومُستضعفٍ في شرقِ الأرضِ وغربِها يأملُ بالمُخلّصِ الذي يخلّصُه مِن جورِ الظالمين وهي أمل لكلِّ أصحابِ القيمِ والمبادئِ والأخلاق؛ إذ منَ الواضحِ أنّ المُجتمعَ البشريَّ يتّجهُ نحوَ التراجع القيمي في كلّ مرحلةٍ مِن مراحلِ التاريخِ، فلا بدَّ مِن يومٍ يظهرُ فيه المهديُّ لينتشلَ العالمَ مِن ظُلماتِ الجهلِ والضياعِ والإتحطاط.
ثم إن الإيمانُ بهذه الفكرة يدفعُ الإنسانَ نحوَ امتثالِ الطاعاتِ والقرباتِ ونبذِ المُحرّمات والمُوبقات، ليكونَ حينَ ظهورهِ المُقدّس مِن أعوانِه وأنصارِه وأتباعِه، لا منَ المناوئينَ والمُعادين له.
والإمام الغائب يرعى اَ) تباعه ومحبيه وموالبه وهو. ليس غافل عنهم بدليل رسالتِه للشيخِ المُفيد: ( غيرُ مُهملينَ لمُراعاتكم، ولا ناسينَ لذكرِكم، ولولا ذلكَ لنزلَ بكُم اللأواءُ واصطلمَكم الأعداءُ).
فألف مبارك وحفظ الله أمتنا وشعبنا.