بقلم: عمر نامق المولى
النائب الفني لمحافظ نينوى
حين تسلّمت مهامي كنائب فني لمحافظ نينوى، لم أكن أنظر إلى المنصب كوظيفة روتينية تقتصر على التوقيع وإدارة اللجان، بل رأيته مساحة مفتوحة للتغيير، واختبارًا حقيقيًا لإدخال رؤية شبابية على المؤسسة الحكومية كي لا تتعامل مع الإدارة كعمل تقليدي محكوم بالبيروقراطية.
في نينوى، رأينا كيف أنّ العقول الشابة ليست عائقًا بل أداة نهضة. رأينا ذلك في طاقة المهندسين، وفي مرونة رواد الأعمال، وفي وعي الناشطين الذين تصدّروا مشاهد الإعمار.
التحديات التي نواجهها ليست سهلة. هناك فجوة ثقة بين المواطن والدولة، وجفاء متراكم بين الشارع وصانع القرار. وأنا مؤمن أن من يريد أن يُحدث فرقًا، لا يكفي أن يحمل الشهادة أو يملك المنصب؛ بل يحتاج أن يملك الجرأة على كسر النمط السائد، والخروج من الإطار الرسمي إلى الميدان الحقيقي.
لهذا السبب، أرى أن دخول جيلنا إلى البرلمان ليس ترفًا سياسيًا، بل حاجة وطنية. لأننا لا نحمل أجندة غير أجندة مدننا. ولا نحمل لغة غير لغة الحلول. نحتاج أن نُخرج العمل السياسي من قوالبه القديمة، ونبني نموذجًا جديدًا، يكون فيه المسؤول ابن الشارع، شريك المواطن، وحارس المصلحة العامة.
إن مشروع “طريق التنمية” على سبيل المثال، ليس مجرد طريق، بل هو اختبار لمدى قدرتنا على تحويل نينوى من منطقة عبور إلى نقطة جذب. ولكي ننجح، علينا أن نؤمن أولًا أن “الإدارة” ليست نهاية الطريق… بل بدايته.