عبد الرسول الاسدي
هي بغداد عاصمة الشعر والموسيقى والأصالة والمواقف التاريخية التي لا تنعطف عن جادة الحضارة إلا لتوجد لنفسها تفاصيل أجمل . هي عناق المسافات والأزمنة والتفاصيل الحية في الذاكرة والشاخصة في الوجدان.
لهذا فكل ما يقال عنها قليل وكل ما يصدر عن دعوات ورغبات ومشاريع للإرتقاء بها وبواقعها يبقى متواضعا حيال ما تمثله من معان وموقع ورمزية سياسية وحضارية وإجتماعية وثقافية .
ولعل التوجه الحكومي الحالي للنهوض ببغداد يأتي متساوقا مع كل ما ذكرناه خاصة أن الأستاذ محمد شياع السوداني يدير بوصلة العمل بإتجاه تشذيب العاصمة من كل الملامح والتفاصيل الطارئة وتخليصها من الإشكاليات للتوجه صوب ثورة عمرانية كبرى تصبح فيها مدينة عصرية تجمع التاريخ والحداثة، كما تجمع الخدمة والترفيه والتراث والجمال.
لهذا يأتي الإعلان عن الشروع بسلسلة من المشاريع السياحية المهمة انطلاقة لإحياء بغداد سياحيا وجماليا لأنها تمتلك كل المواصفات التي تؤهلها لذلك ولا تفتقر الى أي شيء .المشاريع التي أعلنت مهمة وتبعث على الفخر الكبير والتفاؤل خاصة وهي تشتمل على غابات بغداد و مدينة سياحية في منطقة الرضوانية، وغابات النهراون، والقرية العالمية، إضافة إلى الإعلان عن المدينة الثقافية قرب زقورة عكركوف التأريخية.
صحيح أن إنجاز كل هذا يستلزم وقتا وتمويلا كافيا لكنه كفيل باحداث نقلة نوعية في وجهة العائلة العراقية بل السياحة بشكل عام التي ماتزال تفتقر الى وجهات انيقة بعيدة عن الزحام وفوضى الشوارع وتستلزم خطط حديثة تنفتح فيها العاصمة بعيدا عن المركز ويتم احياء المعالم التراثية والاثرية بشكل أكثر حداثة وعصرية وبما يتماشى مع روح التقدم في العالم وما وصل اليه الآخرون في وسائل النقل والتواصل والترفيه .
ولعل الملف السياحي كانت له الأهمية الواقعية في مسار الحكومة الإصلاحي من خلال سعيها لإيجاد توأمة بين تعزيز والإقتصاد غير النفطي بالإضافة الى رفد سوق العمل بنوافذ واعدة وتأهيل ما يجب علينا من مرافق تراثية وأثرية وغيرها كثير ينتظر .
نتطلع الى بغداد أنيقة حضارية تتكامل فيها الأوجه وتنتعش السياحة بما يعيد لهذه العاصمة المهيبة مكانتها ورونقها عالميا وهو ما نتفاءل كثيرا بحدوثه في المرحلة القادمة بهذه الرؤية السديدة والتصميم العالي على الإنجاز وعدم الإكتفاء بالشعارات والوعود .