عبد الرسول الاسدي
عندما يتوجه أي مرشح الى الترشيح على دائرته الإنتخابية لابد أن يكون ملما بالحد الأدنى المقبول من إحتياجات منطقته ومشاكلها ليكون مهيئا لطرح المعالجات الضرورية لها .
فليس من المعقول أن تعرف كل المشاكل فقط ويعدد الإشكالات ويعطي وعودا بالحل. هذا لوحده لا يكفي قطعا إذ يفترض بالمرشح أن يكون معبأ بالأفكار الجديدة النيرة التي توفر حلولا للمشكلات والمعضلات ورؤى أوسع لسبل تجاوزها.
يدهشني أن أشاهد بعض الأخوة المرشحين وهم يتحدثون بحرقة ان البلد يجب أن يتساوى فيه الجميع وأن الشباب يجب أن تعمل وأن وأن وأن من شعارات وأحلام بعضها وردي والآخر قابل للتحقق لكنه يحتاج الى برامج واضحة ودقيقة. فوظيفة المرشح ليس تكديس الكلام بل الحلول في المقام الأول .
كن مرشحا مقبولا عند جمهورك وقائمتك بالوصول الى مخارج المشكلات وليس مدخلاتها فأنت تدعو جمهورك لإختيارك والتصويت الى صالحك لأنك تمثلهم ولا تمثل عليهم وفي المحصلة يجب عليك أن تكون الناقل الأمين لما يواجهونه من معضلات ومشاكل من خانة التشكي الى بحبوحة الحل.
المرشح الذي يعرف ما يريده الجمهور قبل أن ينطقون به هو الأكثر مقبولية لأن في جعبته الحلول التي يراها مناسبة وقابلة للتطبيق وليس الذي يجلس بين جمهوره ليستمع الى معاناتهم ويعرف شكاواهم ثم يعدهم بأن القادم سيكون افضل دون أن يعرف أو يعرفون كيف يكون الحل المرتقب وبأي صيغة من الصيغ .
المرشحون الفاعلون هم اولئك المميزون الذين يتنافسون على الصدارة لأنهم يحيطون بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة لمناطقهم ودوائرهم الإنتخابية ويعرفون السبل الأنجح لحلها وكيفية التماهي مع تفاصيل ذلك الحل الأكثر تناسبا مع واقعهم.
سياسة الفزعة لم تعد ملائمة في إنتخابات 2023 كما كانت قبل عقدين من الزمن من عمر الديقراطية تقريبا لأن حاجات الناس تغيرت ورؤاهم صارت أكثر نضجا وحاجاتهم الى التغيير وتقديم الخدمة صارت واقعيتها أنضج.
أنصح الأخوة المرشحين بالتسلح بأدوات الواقعية القابلة للتطبيق قبل إطلاق بالونات من الوعود التي لا يعرفون كيف ومتى يتم تلبيتها إن كانت ستلبى أصلا .