عبد الرسول الاسدي
دوما يقولون أن بعد كل هدوء عاصفة .ولكن بعد عواصف المطر في العراق ثمة هدوء طويل جدا يمتد لفصول طويلة مجدبة في الغالب بعد التغير المناخي الأمر الذي يضعنا أمام خوارزمية جديدة يجب أن نضعها نصب الأعين مفادها ضرورة أن نحسن التصرف في مواردنا .
هكذا نكرر دوما فيأتي الجواب أن الموارد قد لا تكون موجودة أصلا !
عجبا وكأنهم يتكلمون عن موارد تأتي من المريخ والمطر يهطل في بلادنا والنهران العظيمان مازالا يجريان ومع هذا نعاني حسبما نعرف جميعا من شحة المياه.
هذه الشحة أجبرت الملايين على النزوح الصامت من الجنوب وأفرغت الأهوار من ساكنيها ولم يعد هناك أناس كثر يربون الجاموس في أهوارهم أمام الطيور والكائنات الأخرى فانقرضت هي الأخرى .
ولأن الحلول لا تأتي جاهزة في القضايا المعقدة بل تصاغ أصلا للمشكلة فقط فان عشرات بل ومئات المشاريع العملاقة حول العالم تم وضع مخططاتها وأفكارها بشكل خاص لمكان وزمان وحالة معينة قد لا تتكرر في مكان آخر .
في التكرار سهولة وإبتعاد عن التفكير المسبق وهذا الذي يضعنا أمام إختبار الإرادة الحقيقية وإلا لو كنا جادون فعلا في التغيير لأصبح بالإمكان الووصل الى عقول تفكر وتضع الخطط والبرامج والمشاريع .
في هولندا قبل مئة عام من الآن كان التفكير العملي قد بدأ لبناء أكبر سد في العالم يقي شعب هولندا شرور الفيضانات المستمرة التي كانت تغرق ثلثي مساحة البلاد وتفقرها بل وتجعل شعبها أمام مجاعات تتكرر . لم يكن بالإمكان بناء سد بطول أكثر من ثلاثين كيلومترا بسهولة بل إحتاج الى قرار عبقري وشعب كادح دؤوب.
بعد أعوام من العمل المضني الذي شارك فيه عشرون الف إنسان حملوا ملايين الأطنان من الرمال والحجارة والحصى تم بناء السد الأكبر والأعقد في العالم والذي حول هولندا الى البلد الذي يتمنى كل إنسان أن يعيش فيه .
إنها الإرادة ايتها السادة للتغيير والإنجاز والإبتكار وليس إنتظار إستنساخ لحلول قد لا تأتي .