عبد الرسول الاسدي
( منبر الإنسانية قلبها الصامت لا عقلها الثرثار..) جبران خليل جبران
كلما تسابقت الأيام شطبنا عاما ونحن نتهيأ لإستقبال كرنفال الميلاد الجديد حيث بتجدد يبوح بما في الحواس من ترانيم ويؤنق لوحاتنا بنياشين وإبتكارات مدهشة تليق بنا.
لهذا ثمة هاجس أن نكون مختلفين في عامنا الآخر لنصبح أقرب الى الألق وأبعد عن مسافات إنشطار المعنى.
فحين يوقد العالم شموع البهجة ويرتدي حلته المزدانة
بالإضواء والألوان والأمنيات سنقف عند إستحقاق مختلف لأن اللحظات لا تتكرر والأيام لاتستنسخ نفسها.
ففي كل عام تتجدد الأرواح وتنتشي الأنفس ، ويتقد كرنفال البهجة بمعاني جديدة لا تتكرر إختباراتها المتأنقة إحتفاءا بإيقاع الإحتفال بولاداتنا من جديد.
يقول قائل ما لمختلف عما سبق؟ وماالجديد في صناعة النفوس ونحن نتسابق لاعتلاء الشرفات نفسها التي علقنا عليها طرائد الأمس بإنتظار أن نكون؟
فكنا في كل مرة نأبى إلا أن نتسابق الى ذات المسافات التي تبعدنا عن الآخر وتسكب في دروب التواصل حمم التباعد والحزن واللا حوار.
كنا ولم نزل نقف بعيدون عن جادة الالتقاء تحيط بنا أشكال شتى من المواجع والهواجس والتقاطات الإنتماء الى الذات في ترنيمة تأسرنا.
لنكن في هذه المرة مختلفون أكثر لا يشد قلوبنا الى بعضها سوى أن نجتمع على مائدة الحب ونسكب في شفاهنا حكايات السمر.
لنكن أقرب الى ذاتنا الإنسانية بعيدا عن تكرار الأنانية وأقرب الى الحان التألق في بواكير البحث عن الملتقيات مع المختلفين عنا لنصنع عالما حلواه من شغف وسكره من تواصل وعطره من إنسجام.
لنرسم سويا في عامنا الجديد أروع لوحات التجدد في حياة يصول فيها الحب وتتبعثر تفاصيله من أجل غد يحتوينا لنكون أقرب وأقدر وأبكر في ريادة التغيير الذي لا يبدأ الا من أنفسنا .ففي اللحظة التي نقرر فيها أن نكون مختلفين سنصنع لنا تباشير صباح مزدان بالوداد ومزدحم بالألفة ومتوقد بالتواصل ومتانق بالإبداع.
لنكن صورة أجمل تتلامس فيها القلوب وتتعانق الأنفس ويتألق كرنفال الإنسجام بحروف تخلو من هجاء المواقف.
نريده عاما أنيقا بنا جميعا في وطن بججم الكون بلا اسئلة تحيرنا أو تكهنات تعيينا.
واثقون أننا بكم أحبتي سنجتهد في صناعة أروع فصول السعادة المقبلة لننشد سويا أغنيات ولادة ربيع لا يزاحمه صخب التوجس.
معا في عام تقرع فيه نواقيس السعادة
