اسماعيل الراشد الجميلي
لو لم أكن صحفيا» لنشرته كإعلان شكر وتقدير .
نحن كصحفيين مهمتنا هي التسليط على المظاهر السلبية والايجابية كأمانة ولا يهمنا من يتاجر بالكلمة فان بيع الكلام موجود في كل مجالات الحياة وقدمها ، والعسكر يقولون إن الوحدة بقائدها ونحن المدنيين نقول الدائرة بمديرها لأن صفات مديرها وسلوكه ينعكس على عموم الدائرة من نواحي عديدة .
دائرة أحوال الكرخ كما سماها لي أحد منتسبيها ولا أغبن حق باقي المديريات لأني لم أراجعها ، الزخم غير طبيعي واعتياديا انه كذلك لارتباطه بحاجات وطنية ومسؤولية مهمة ومنها البطاقة الوطنية الموحدة.
وقبل سنوات ربما عقد من السنين عاتبت مديرها بأننا لازلنا في العراق ننتخب ونراجع بعدة وثائق منها البطاقة التموينية وهي حالة معيبة ومخجلة كون نوع الطعام يرمز لمستوى معيشة صاحبه وأن العراق كان سباقا» في كل شيء بالنسبة لعموم الدول العربية .
أن منظر من يستقبلك بوشاح عريض فيه هيبة كتب فيه مرشد الدائرة يشعرك بالتمييز إلا أن كل منتسبي المديرية يعرفون أرقام وأسماء أشخاصها مع احتوائها لقاعات واسعة احتوت على مكاتب كثيرة لعشرات الموظفين يجلس قبالتهم المراجعين لا يملون من سؤالك عن رقم القاعة أو الشباك أو الموظف ، كما لفت نظري منظر الموظفات بلباس العسكر أناقة وجمال وترتيب ووجوه باسمة لا تصادفها في غير الدوائر العسكرية ، وطبيعي أن تتكرر على مسامعك أسماء عديدة ، الضابط أنمار يجلس في أول المدخل أو أول المواجهة وفعلا» بعد أقل من ساعة شاهدت رجلا» يظهر عليه الوقار يرتدي بدلة مرتبة يرفع عليه صوته بأنه واجبه كموظف وليس عمله منة على المواطنين وقبل أن أغادر الدائرة أثنيت على صبره ومرونته مع زخم المراجعين وفهمت أن سرعة مناولة الطلبات فهمها الرجل الوقور أهانه ، وأسماء أخرى سعد طارق والرائد حسن والشباك سبعة وعشرون وأسماء وأرقام لم أحفظها أبهجت نفسي وأسعدتها أن العراق لازال بخير ما دام هؤلاء هم أبناء وأحفاد الخيرين من الزمن الجميل حين كانت المحلة بيتا» واحدا» .