عبد الرسول الاسدي
تتابعت الأحداث بسرعة منذ مسرحية مجدل الشمس التي فبركتها حكومة النتن ياهو في الجولان المحتل فيما بدا وكأنه تمهيد لجريمة أخرى أوسع وأكبر ، وقد نوهنا حينها إن مابين السطور كلام كثير ستأتي تفاصيله لاحقا ونبهنا الى ان العدو يتهيأ للقيام بحماقة جديدة للخروج من مستنقع غزة بإصتناع نصر مزعوم لتأتي جريمة حارة حريك فتبرهن ما ذهبنا اليه .
فقواعد الإشتباك التي التزم بها حزب الله اللبناني ومحور المقاومة لم تتعد الخطوط الحمر وحرصت على إبعاد المدنيين عن ساحة الحرب وإمتنعت عن جعلهم أهدافا لكن الكيان الصهيوني الذي قتل أربعين الف مدني في غزة وجرح وأعاق وشوه أضعاف هذا العدد لا يمكنه أن يكون حملا وديعا حتى لو حاول ان يصور نفسه كذلك ، وما إستهداف المدنيين في الضاحية الجنوبية ببيروت الا حلقة من مسلسل طويل من الدموية والإجرام والغطرسة التي لا حدود لها والتي ترتكب بدم بارد من قبل من جبلوا على إراقة الدم وقتل الإبرياء وتدمير الأوطان .
ثم نفاجأ وقبل أن تنجلي الغبرة وقبل أن يعلن حزب الله عن نتيجة الغارة وهل أوقعت القيادي في صفوف الحزب فؤاد شكر شهيدا ، نفاجا بل ويصدم العالم بجريمة إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس أثناء تواجده في طهران لتقديم التهنئة والتبريك للرئيس الإيراني لمناسبة تنصيبه رسميا .وإزاء هذا المشهد الصادم والمتسارع من الإجرام الصهيوني نجد أنفسنا أمام السؤال الأهم : ماهي الخطوة اللاحقة ؟ وكيف ومتى سيرد المحور المقاوم على هذه الجرائم .؟
سؤال أجاب عنه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران الإمام الخامنئي بالتوعد بالثأر لشهادة هنية وان إيران هي التي ستأخذ الثأر لأن الجريمة وقعت على أرضها ، ثم تترى البيانات والتأكيدات على ان المحور المقاوم سيقود حملة الثأر الكبرى لكل الشهداء الذين سقطوا ضحية العنت والإجرام الصهيوني ومراهقة حكومته اليمينية المتطرفة .
ولا أدري كيف نسي الكيان الصهيوني ان حزب الله بإمكاناته الذاتية وتضحياته قد هزم الكيان وأجبره على الإنسحاب من لبنان في هزيمة مازال يتحدث عنها بمرارة كبيرة ، فكيف سيكون بإمكانه مجابهة الرد القادم الماحق من كل المحور الممتد من جنوب لبنان الى اليمن .؟