صادق العتابي
ونحن نتخطى الرقاب في كل مجلس عزاء وتشييع ، لاحظت دموع محمد علوان كأنها الميزاب في تدفق دموع الحزن على كل أصحابه رغم الألم والوجع ورغم المعاناة ورغم شدة المرض الذي جعل منه طريح الفراش لفترة ليست بالقصيرة ، واتذكر في آخر دخوله لمستشفى الكاظمية التعليمي عندما فقد الوعي وفقد الذاكرة وفقد النطق ايضا وصلت له بشكل سريع رغم بعد المسافة التي تفصل سكاني عن بيته وعن المستشفى في المدينة المقدسة ورغم صعوبة الوصول اليه لان حالته الصحية كانت متدهورة وخطرة جدا وبعد اتصال هاتفي من نجله جعلت مني ان استاجر سيارة بأسرع مايمكن وشرطت على السائق ان يتخذ من طريق المرور السريع باتجاه الجزيرة السياحية ومن ثم الدوار ومدخل بوابة الكاظمية المقدسة للوصول بشكل اسرع وهكذا تمكنت من الوصول اليه وهو في ردهة الطوارئ وهذه حقيقة وعلي ان انقلها وبامانه لقد قدموا المستحيل في معالجته ووجدته فاقد النطق لا يتكلم وهو برفقة ولديه حسن وحسين حفظهم الله وبارك فيهم من أبناء بررة قدموا لوالدهم كل شيء وكانوا مستعدين ان يشتروا حياته بأغلى الأثمان الا ان ارادة الله فوق كل الاقدار وشاء الله أن يدعوه بعد رحلة مرض طويلة جعلت منه طريح الفراش لسنوات تفاقم وتطور وأصبح من الصعب السيطرة عليه واخذ منه ماخذا كبيرا الا ان اصراره كان عجيب فرغم شدة الوجع والالم وفقدان الوعي بين فترة واخرى الا انه كان حريص كل الحرس مع من يزوره ومع من يتفقده ، فهو ابن السيد علوان راضي الموسوي ابن محافظة واسط البار وابن قضاء الحي الذي ولد وترعرع في طفولته بين احياء وازقة المدينة القديمة الا ان فقدان والده رحمه الله وهو بعمر عام واحد بعد الولادة جعلت منه يعيش حالة اليتم التي تكفلت والدته واخواله برعايته وكانت خير رعاية والذي لم يبلغ الخامسة من عمره حتى ينتقل إلى بغداد وتبدأ رحلة العمر مع معشوقته كرة القدم ، رحل محمد علوان وهو مازال يريد أن يوصل رسالته إلى كل العاملين في الوسط الرياضي ، ايها الاخوة الكرام زملائي واخواني وابنائي الرياضيين وبالخصوص عشاق كرة القدم والكلام ل علوان ، اعملوا وسيرى الله عملكم ورسوله ويبارك فيكم وبعملكم وعطائكم وكونوا منصفين في العمل وجاهدوا واجتهدوا واجعلوا في عملكم نكران الذات من أجل أن يكون البناء سليم والنتائج باهرة ، كان يرددها ويرفض الخضوع والخنوع للفاسدين ولا يخاف أحد في ذلك رغم الفترة الزمنية التي عملت عليها في منتخب براعم واشبال وناشئة العراق ، فقد كان حريص كل الحرص للوصول إلى الوثائق والأوراق الرسمية لكل اللاعبين من أجل القضاء على حالات التزوير المنتشرة في تلك الفترة ورغم صعوبة المهمة الا انه كان في الموعد والزمان والمكان المحددين ونجح في ذلك لولا البعض الذي عمل على استبعاده ومحاربته .
كان للسيد محمد علوان ابو هالة طريق وأسلوب تاثر بها من خلال مسيرته الطويلة التي رافق فبها الكابتن الراحل عبد كاظم الذي جعل منه انموذجا راقيا في التعامل داخل وخارج الملعب وجعل من كاظم مثال يحتذى به وتعلم منه الدروس وكان يناديه بابي رغم ان فارق السن قليل بينهم الان علوان كان متاثرا جدا بالكابتن عبد كاظم ابو فراس تاثيرا شديدا وجعل من طريقة تعامله مع الناس بنفس الأسلوب والأداء والعمل .
رحمة الله ابا هالة ورحم الله ابا فراس ورحم الله كل من أسس اساس الخير والصلاح والفلاح والنجاح لان الشعوب والبلدان تبنى بابنائها المخلصين البررة..