بقلم / كاظم حسين الزبيدي
رئيس التحرير التنفيذي
منذ انطلاقتها الاولى كانت الشرق مشروعا ثقافيا تنويريا، وحرصت وهي تمارس فعلها الابداعي داخل الوطن على ادامة هذا المشروع ، فكرست خطابا ثقافيا ينسجم وفعل التغيير ا لاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، وعلى مدى السنوات العشرون التي قطعتها (الشرق) كان لابد من إغناء تجربتها الثقافية والتي تجلت تظاهرات ثقافية ونشاطات غطت مساحة كبيرة من الاهتمامات المعرفية. تمتاز صحيفة «الشرق» الغرّاء عن شقيقاتها العراقيات بمهنيتها وتنوعها وثرائها المعرفي. فما من صحيفة يومية في العراق تمتلك مجموعه من أعمدة يومية، وتحقيقات أسبوعية، إضافة إلى الصفحات المتخصصة بالسياسة والاقتصاد والتربية والتعليم وما إلى ذلك. كما أن صفحة المنتدى قد فتحت أفقاً رديفاً للآراء الواردة في الأعمدة اليومية والأسبوعية التي لم تترك حدثاً راهناً إلاّ وتناولته من كل جوانبه بحرفية قلّ نظيرها حتى في الصحف التابعة للدولة وللكتل السياسية التي لم تستطع أن تتجاوز مفهومها العام . الشرق هي من بين الصحف القلائل التي تفتخر بهويتها العراقية التي تُقدّمها على أية قومية أو ديانة أو مذهب أو حزب لأن هذه الهوية هي حاضنة العراقيين جميعاً. وبالرغم من أهمية الصفحات المتخصصة في السياسة والاقتصاد والقانون والرأي والتحقيقات الصحفية تظل ثقافية الشرق هي الأبرز من بين الصفحات الثقافية في الصحف العراقية كلها، بل أنها أرست تقليداً في ترسيخ الصفحات التي تُعنى بالثقافة غير القولية كالتشكيل والسينما والمسرح والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي، هذا إضافة إلى الدراسات النقدية واللغوية ونشر النصوص الإبداعية بكل أنواعها المعروفة.. ولأن أحلام العاملين فيها كبيرة، بدءاً من رئيس تحريرها الزميل عبد الرسول الاسدي ونوابه ومروراً بمحرري صفحاتها وكتّاب أعمدتها، وانتهاءً بالمُستكتبين فيها، فقد تنوعت صفحاتها وصارت أشهر من نار على علم يبتغيها المثقف العراقي والعربي ويترقب صدورها على أحرّ من الجمر. تتصف الشرق أيضاً بتحررها من أية ربقة سواء أكانت مادية أم سياسية لذلك فهي عصيّة على التدجين فلا غرابة إن وجدناها تغرّد خارج السرب بالمعنى الإيجابي حينما قررت أن تتبنى قضايا الشعب وتمثلها خير تمثيل ولا تخشى في الحق لومة لائم. ألا تستحق هذه الشرق أن نرفع لها القبعة، وأن ننحني لها بإجلال في ذكراها العشرون مُحيّين كل أقلامها الشريفة التي تحترم عقل القارئ ولا تبتغي سوى رضاه مع يقيننا المطلق بأن إرضاء الناس غاية لا تُدرَك