عبد الرسول الاسدي
قرأت سيلا من النقد للعمل الدرامي الخليجي ( دفعة لندن ) والذي أساء كثيرا لشخصية المرأة العراقية مقدمة إياها كخادمة ذليلة وهو مالم يحدث في أرض الواقع رغم ان العمل ليس حراما . لكني على صعيد شخصي لم اقرأ أو أسمع إن عراقية تسافر الى لندن للدراسة وتعمل هناك كخادمة لكويتية أو غيرها !
الحدث مصطنع والإساءة واضحة وبشكل كبير حتى لو كانت غير مقصودة وهو ما نحن متأكدون منه لكن المغالطة التي إنطوى عليها تجعلنا مصدومين إزاء تغيير الحقائق التاريخية لتظهر بهذا المستوى المشوه …
العراق حتى في أعوام الحصار الصعب لم يشهد حالة لعمل طالبة من طالباته في خدمة كويتية ، فكيف الحالة والمسلسل يتطرق الى فترة الثمانينات التي كان فيها العراقي سيدا للكثير من الدول في المنطقة والجوار .؟
على أية حال يبدو ان السقوط في فخ المغالطات شمل ايضا أعمالا محلية منها مسلسل الكاسر الذي تقرر إيقافه بسبب ما انطوى عليه من مغالطات لا تنسجم مع الشهر الكريم ولا تتساير مع العادات والتقاليد الجنوبية الأصيلة ما تسبب في موجة عارمة من السخط .
في المحصلة لن أعيد تكرار ما قيل عن المرأة العراقية التي حاولت دفعة لندن الإساءة لها لأن التاريخ لو كان منصفا لاستحقت العراقية الماجدة ان تنصب لها التماثيل العملاقة الشامخة لمواقفها الرائعة في كل أعوام المحنة التي مررنا بها . فلندن تزدحم بنماذج عراقية أصيلة يشار لها بالبنان من قبل الأوساط العلمية والصحية والإجتماعية والنخب السياسية الانكليزية .وعن شخصية الرجل الجنوبي والعشيرة التي أسيء اليها فهي النسخة المحلية من الإساءات التي لا تنسجم مع اعرافنا وتاريخنا وحجم التضحية التي قدمتها العشائر الكريمة .
ان الدفعة العراقية الصحيحة هي التي فتحت أبوابها لاسقتبال ملايين الزائرين من شتى أنحاء العالم بلا عقد مسبقة أو احتمالات مأساوية ولا وساوس أو هواجس …هي دفعة تؤمن بالحب لكل البشر بلا إستثناء .
فنحن العراقيون ولدنا وولدت معنا الكرامة والحب