عبد الرسول الاسدي
لم تفجع البصرة وحدها بل اعلن كل العراق الحداد على الارواح البريئة الصغيرة التي سقطت اثر حادث الدهس الماساوي الذي وقع مخلفا عددا كبيرا من الضحايا والمصابين من تلامذة مدرسة الشهيد شاكر صيهود الابتدائية في منطقة الهارثة في البصرة .
هذه الحادثة المروعة تضعنا امام حقيقة الحوادث الكثيرة التي شهدتها البلاد وقطفت ارواحا بريئة كثر خلال الاعوام الماضية، فبحسب تصريح لوزير الصحة الدكتور صالح الحسناوي فان العام الماضي وحده شهد 4161 ضحية وآلاف الإصابات من حوادث الطرق وهو ما يجعلنا نشدد على اهمية مشاريع الطرق ونصب الكامرات وغيرها من الادوات التي تضبط ايقاع السير في شوارعنا وتضمن الحفاظ على ارواح ابنائنا.
يمكن الافادة من التجارب العالمية بهذا الصدد ويكفي ان نذكر ان الحوادث كانت القاتل الاول في بريطانيا حتى عام 1999 حين اعتبرت شوارعها الاكثر امنا في
أوروبا بعد السويد،وتتابعت الخطوات التي اتخذتها في هذا المجال خلال الاعوام اللاحقة لتقلل نسب الحوادث وعدد الضحايا فيها الى اكثر من خمسين بالمئة .
فعدد القتلى بحوادث الطرق لم يزد عن الف وسبعمئة في عام 2013 بعد سلسلة من الاجراءات التي شهدتها الطرق وانظمة السير وتشجيع وسائل النقل البديلة وغيرها كثير .
ان الفاجعة المؤلمة التي حصدت هذا الكم الكبير من الابرياء يعيدنا الى الوراء قليلا لنتذكر استشهاد المنتسب في الديوانية الذي لقي حتفه هو الاخر اثناء تامين سير تلامذة المدرسة ولولاه لسقط ضحايا اخرون.
اذن المشكلة وطنية تمكن في مقدمتها انظمة السير التي نتفاءل بعد تطبيق نظام الكامرات ان تصل الى ادنى مستوياتها اما المتعلق بالطلبة والمدارس فهذا يحتاج الى تامين جسور مشاة والزام حمايات المدارس والكوادر التدريسية بتامين عبور الطلبة اضافة الى اختيار اماكن خاصة لبناء المدارس في المناطق المختلفة.
في الختام سلاما لكل ابنائنا الاعزة وكل العراقيين وعسى ان يكون القادم اكثر امنا.
ماذا بعد فاجعة البصرة ؟
