عبد الرسول الاسدي
إذا كان الإقتصاد برأي الخبراء ( ليس الإقتصاد في إنفاق المال ، بل إنفاقه بحكمه ) فان بغداد بدأت تنفق مدخراتها بحكمة تستحق التصفيق وليس أدل على ذلك من مؤتمر طريق التنمية الواعد.
منذ عقود طويلة لم تشهد عاصمتنا الحبيبة بغداد أي مؤتمرات تنموية ذات بعد ستراتيجي يمكن بواسطتها ترجمة الرؤى الإقتصادية بعيدة المدى الى مشاريع قائمة على الأرض.
ولعل إحتضان العراق لهذه الفعالية الإقتصادية المهمة يعد القفزة الأصح الى الأمام في طريق تعزيز الشراكة الإقتصادية مع دول الجوار علاوة على إيجاد مناخات إقتصادية مثلى في الداخل العراقي نظرا لما يوفره من مساحة عمل كبرى ستنعش الإقتصاد المحلي وتخلق فرصا للعمل وتوفر خريطة تكاملية جديدة على المسارين الوطني والإقليمي .
البعد الإقليمي والعالمي لطريق التنمية سيعبر حدود التوقعات إذا ما تم إكمال المشروع الذي يعتبر نقلة نوعية في تكامل العراق مع جيرانه والعالم بالإضافة الى انه سيوجد مناخات مثلى لإستقطاب رؤوس الأموال الإستثمارية الى البلاد والمنطقة ويوجد منصة مهمة لمزيد من التقارب مع الجوار .
فلا شيء أفضل من الإقتصاد في خلق فرص التقارب والتفاهم والقفز على الخلافات السياسية خاصة ان منطقتنا أبتليت بعقود من التناحر والحروب والتمزق على مختلف المستويات وآن الأوان لأن تكون مثل هذه المشاريع الواعدة فرصة لتجديد الخطاب والإنفتاح على الآخر وتعزيز مفاهيم الشراكة الإقتصادية بمنظارها الأوسع .
ان توافر المناخات الملائمة لعقد هذا المؤتمر المهم يعد خطوة أولى في طريق إنجاحه لأنه يعد بشكل عملي إنتصار للسياسة العراقية التي تقوم على التهدئة ومنهج الإعتدال والإبتعاد عن التخندق والدفع بإتجاه التنمية التي نحن بأمس الحاجة لها وكذلك المنطقة والعالم أجمع .
فلنصفق سويا لمرحلة جديدة تلعب فيها بغداد دور الحاضنة للسلام والإنماء والرؤى الإستشرافية التي تخلق عالما هادئا مسالما بعيدا عن ضجيج الحروب وتموضع الإرادات.