عبد الرسول الاسدي
من يتحدث عن الفساد باعتباره ظاهرة محلية مخطيء لان الفساد في الاساس يرتبط بدول ومافيات ومنظومات واشخاص والعراق ابتلي بهذه الافة منذ التسعينات من القرن الماضي ابان الحصار يوم كان راتب الموظف العراقي لا يكفي لشراء نصف كيلو طحين لعائلته .
ازاء تلك الازمة المرعبة ترك بعض الموظفين وظائفهم الحكومية و سافروا الى خارج البلاد وبعضهم من اضطر الى ان يعمل عملا اخر ليسد جزءا من معيشته فيما اضطر اخرون الى تقبل الرشوة والمحسوبية وغيرها من التفاصيل المشبوهة .
وبعد احتلال الامريكان للعراق زاد الطين بلة حيث سارعوا الى تبديد مليارات الدولارات بمشاريع وهمية او بائسة تعاون فيها افراد وشركات ومنظمات وهمية على اصطياد الطريدة العراقية الدسمة .
وازاء اتساع ظاهرة الفساد فان الحكومات المتعاقبة في البلاد لم تنجح سوى في تشكيل لجان مؤقتة عليا لمكافحة الفساد كانت تحقق نتائج ضيقة وقتية ثم سرعانما تزول وتنتهي بعد انتهاء ولاية كل حكومة .
الخطوات الواضحة لحكومة الاستاذ محمد شياع السوداني ابتدات مبكرة بمطاردة حيتان الفساد الكبرى في ما سمي بسرقة القرن التي تورطت فيها اسماء كبيرة وربما جهات ايضا وكشفت بالارقام الحجم الكبير للهدر والاستيلاء على المال العراقي بل وامانات الشركات بصيغ واساليب مختلفة .
اليوم بات جليا ان اختبار نجاح الحكومة الحالية يبدا من تطبيق البرنامج الحكومي وفق رؤية موضوعية والشروع بوضع مفردات موازنة واضحة بعيدة عن اللف والدوران والابواب العائمة مع اتاحة الفرصة للرقيب والمدقق القانوني في مساءلة المؤسسات عن مصير الاموال التي تخصص لكل مشروع او وزارة .
وحسنا فعل الاستاذ السوداني حين اوجب على الشركات الكبرى ان تقوم بتنفيذ مشاريعها بنفسها دون وسطاء ولا شركات ثانوية لتكون هي المسؤولة عن اتمام المشاريع بلا تباطؤ او فساد او احتيال على المواطن .
السوداني رجل مهني تبوا مناصب مهمة في الدولة ويعرف جيدا كيف يحاسب وكيف يضع الخطط والمشاريع ويسهم في خلق بيئة مؤسساتية شفافة وكلنا نقف معه في حربه الضروس ضد الفساد والفاسدين .