عبد الرسول الاسدي
ربما تتفقون معي ان الحكومة الحالية التي يترأسها الأستاذ محمد شياع السوداني هي الأولى منذ عام 2003 التي تتمكن من حصاد التأييد الشعبي بشكل عارم من قبل الأغلبية العظمى من أبناء شعبنا .ولعل الأسباب متعددة وكثيرة لكن أعتقد ان في مقدمتها هو إنها حكومة ( خدمة لا أزمة ).
فقد تمكنت من الوصول بالعملية السياسية الى الحد الأدنى من خفض التوتر بين سائر الفرقاء السياسيين الى درجة بتنا لا نسمع أي تصريحات تتعالى أو أصوات تنادي بالضد من هذا الطرف أو ذاك لأن الرجل ينأى بشكل كامل بنفسه وحكومته عن الخوض في غمار أي مهاترات سياسية صار الشارع يكرهها .
وبدلا عن ذلك بتنا نسمع ونبنرة هادئة ان الحكومة تهرع الى الوسائل الدستورية والقانونية لحلحلة الإشكالات بدلا عن تعقيدا عبر منصات الاعلام و دون تفرد او إجتهاد سياسي أو مبني على المصلحة الحزبية والسياسية الذاتية .وبالتاكيد فان الدولة التي تستند حكومتها على الدستور والقوانين هي دولة واعية عادلة تستطيع تحقيق ما هو مرجو منها ومأمول من المنجزات والاهداف .
ثم أنها تسعى جاهدة لإثبات قدرتها على إدارة الوطن كسلطة تنفيذية لا يعيقها سعي أطراف سياسية للولوج الى مساحتها ، فهي تسعى بحكمة وحذر للفصل بين السلطات بدراية وحنكة ما يعزز من قدرتها على الأداء .
لا ننسى طبعا ان حكومة السوداني تميزت ببرنامج حكومي واضح ومطروح وفق بنود ونقاط معينة ومحددة وهناك سعي حثيث لتطبيق بنوده بل والتاكيد عليها وهذا خلاف كل الحكومات السابقة التي كانت حكومات ذات برامج غير محددة واهداف ضبابية وربما تكون متشابكة وتاخذ اكثر من منحى ولم تحقق غالبا اي هدف واضح عدا الملف الامني الذي كانت نهايات قضاياه تظل سائبة على الارجح.
ان هذه الحكومة التي بتنا نستشعر انها تلامس احتياجات الناس وهموم المجتمع ليست حكومة شعارات مجردة بل ادوات تنفيذ واقعية تصب في خانة تحسين المستوى المعيشي والارتقاء بالجوانب الصحية والخدمية وقطاع الكهرباء وهي ما جعلت الحكومة في مرمى المراقبة من قبل الشعب وكذلك السلطة التنفيذية .
في المجمل فإن أي منصف سيجد في حكومة السوداني فرصة مهمة للخروج بالوطن من دائرة انتظار المجهول والوقوف عند محطة المنجز الذي طال إنتظاره دون تصعيد وتشنج وحروب سياسية لاطائل منها.