عبد الرسول الاسدي
ربطتني بالأخوة المسيحيين في الوطن وخارجه سلسلة من العلاقات المتنوعة بين العمل والشراكة وصولا الى الصداقة الحميمية التي زادت من قوتها تلك المواقف المستنيرة المستندة الى الشعور بالمواطنة والإحساس بالمسؤولية تجاه القضايا الكبرى، ناهيك عن الصراحة الواضحة في تكميم أفواه المشكلات مهما بدت كبيرة في بعض الأحيان .
اليوم يطيب لي أن أتقدم الى كل الأحبة والأصدقاء والزملاء من المكون المسيحي الأصيل بالتهنئة والتبريك لمناسبة ميلاد السيد المسيح عليه السلام الذي له خصوصية كبرى في نفوسنا نحن المسلمين بشكل أخص ورواياتنا وموروثنا يكتض بالروايات الكثيرة عن الرسالة السماوية التي خصته بدور مميز للإنسانية .
في أعياد الميلاد نقول لكل من شاركنا رحلة الحرب ضد أعداء الحياة من المكون الأصيل أنكم جزء مهم وأصيل من بلادنا بل سبقتونا ربما في الإستقرار في أجزاء كبيرة من بلاد الرافدين بدليل الآثار والأديرة والكم الكبير من التراث الذي كان فيه لأسماء مسيحية أثر بالغ في أن نصل الى ماوصلنا اليه من علو وإستقرار وحضارة راسخة بعمر الأبد .
وعلى أعتاب العام الميلادي الجديد فأن ثمة هاجسا في النفس وومضة في الضمير تشير الى أمنيات عارمة في أن يعود كل الأحبة الذين تفرقوا في أقطار الأرض الى بلادنا لأنهم عطر الوردة العراقية التي تفوح محبة وألفة وإنتماء أصيلا ، وكم نتمنى لو إزدحمت الكنائس بقداديس أعياد الميلاد والاحاد وسمعنا ترانيم الأحبة وأناشيدهم وهي تغرق مدننا بالأمل وتغمرنا بالسكينة .
كم نتنمى لو عمرت المناطق التي وطأتها أرجل الإرهاب وتم تعويض كل ذي حق وإزدهرت النفوس بعبق الخفقات القلبية المضيئة من بهرجة الألق وأغنيات العشق في سهول البلاد وجبالها الشاهقة المستنارة بذلك الوئام الأبدي .
ويقينا أن كل ذلك سيحدث ذات يوم حين نفترش طرقات الأزمة بسلامها الدائم الذي لا ينتهي إذا أوقدت شموع التلاقي في يوم مبهج …
للأحبة نقول كل عام وأنتم بألف خير وحب وسلام وجعل الله أيامكم زينة وسعادة وفخر ومحبة وكلنا محتفلون معكم بهذه المناسبة السعيدة وكل عام وأنتم بألف خير .