فاتن حيدر ــ سورية
في صغري كنت فضولية
كنت أرفع الغطاء لأكتشف
ماذا يوجد تحته
أو أيّ ستار لأشاهد مالذي خلفه
حتى لو كان مخيفًا لم يكن يخيفني المجهول
كنت أركض لأمسك الفراشة
ولم أحرص يومًا على جناحيها الرقيقتين
كان إمساكها متعة بالنسبة لي
في مشواري بين حقول أرضنا
كنت أركل جذع الشجرة لتتساقط أوراقها ،
فتغمرني نشوة الانتصار
يالبراءتي !
اليوم فقط أدركت أن الخريف هو السبب..
وأنها بارادتها ستتعرى لكني عجّلت بذلك قليلًا!
لم أكن أخاف على تلك الطيور المجتمعه فوق شجرة البلوط ،
فكنت أتلذذ برميها بحجرة لتطير أمامي دفعةً واحدة
وأرى مشهدًا جميلًا جدًا
كنت أظنّ انها سعيدة بالتحليق …
أما الآن فقد كبرت …
تخليت عن جرأتي
كم كنت قوية
كم كنت سعيدة …
وكم كنت خالية من الهموم
وكم وألف سؤال يراودني ….!
تغيرت أنا
أصبحت أحنّ على الفراشة
أجلس بهدوء تحت الشجرة
ليت الماضي يعود
وترجع تلك الطيور
ليته يعود لأعتذر من الفراشة
والشجرة والطيور
وأخبرهم أنني لم أقصد
ازعاجهم.