عبد الرسول الاسدي
في عام 1957 أصدر عمدة موسكو قرارا بمنع كل مظاهر غياب النظافة والفوضى بدء من نشر الملابس على الشرفات وليس إنتهاء برمي القمامة في الشارع ، أو إرتداء ملابس العمل المتسخة أثناء الركوب في وسائل النقل العامة.
كات الخطوة في البداية مضحكة نوعا ما ولم يتفاعل معها الجمهور كثيرا لكنه أجبر على ذلك لأن الغرامة المالية التي فرضت على من يخالف القانون تراوحت بين بضعة روبلات الى عشرات . ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى بدت موسكو أكثر نظافة وإشراقا وأصبحت تضاهي غيرها من المدن في أناقتها .
النظافة تحتاج الى رعاية دولة وقرارات دولة وقوانين دولة ثم مساهمة أفراد ومنظمات تنشر الوعي وتثقف على إحترام الذائقة العامة وتمنع من تسول له نفسه المساس بالمرافق العامة .
لهذا فالسؤال لابد أن ينشطر الى جزئين يقع في الجزء الأول منه لائحة القواعد والقوانين التي تضعها الحكومة وتشترط تطبيقها على الجميع بلا إستثناء ثم تقوم بتوفير الحد المقبول من أدوات النظافة وعمالها .
قرأت قبل أيام في أحد المواقع الأخبارية ان عدد عمال النظافة في العاصمة الأردنية عمان يصل الى 7 الاف عامل نظافة ينزلون الى الشوارع يوميا لتنظيفها ويتقاضون راتبا يصل الى 700 دولار شهريا .
وإذا كان عدد سكان بغداد ضعف عدد سكان عمان فان المطلوب هو على الأقل 15 الف عامل نظافة يعملون بشكل يومي لتنظيف الشوارع في عاصمتنا الحبيبة فهل توافر لدينا هذا العدد ؟ وهل نمنح عمال النظافة الأجور التي تكفيهم ليعلمون بشكل واضح دون مواربة ؟
عامل النظافة في اليابان يسمونه مهندس النظافة !!! ويتلقى أجورا حسب عدد سنوات الخبرة والتحصيل الدراسي ويعامل كانه صاحب مهنة كفوء بعمله فيلقب احيانا بخبير النظافة. واليابانيون ضربوا الأرقام القياسية بالنظافة وقد شاهدناهم في كاس العالم كيف يقومون بتنظيف الملعب باكمله ومدرجاته ليعكسون للعالم ثقافتهم العالية !
نحتاج الى خطوات واسعة ومهمة تتظافر فيها الجهود الحكومية مع المنظمات العاملة بحقل النظافة من أجل أن تصبح مدننا وشوارعنا أنظف وأبهى وبغداد وكل محافظاتنا تستحق أن تكون الأجمل دوما .