عبد الرسول الاسدي
عمليا احتل العراق المرتبة ما قبل الأخيرة بحسب التصنيف العالمي لمنظمة الأمم المتحدة في تلوث الهواء بعد أن بقي خلال الأعوام الماضية الاول عربيا رغم أن دولا أخرى تعيش في قلب الصحراء لم تتصدر التصنيف مثلما فعلنا ما يجعلنا نواجه حقيقة كثرة الأمراض التي تسببها الملوثات الهوائية.
ارتفاع نسب تلوث الهواء مشكلة بيئية خطيرة تهدد صحة وسلامة المواطنين وتؤثر على البيئة والاقتصاد الوطني.
وتتعدد أسباب ارتفاع تلوث الهواء في البلاد ، منها الازدحام المروري ونشاط الصناعات الثقيلة والحرق غير الصحي للنفايات والاحتراق الزراعي والحرائق المستمرة في المناطق الحضرية والريفية بالإضافة طبعا إلى التصحر وآثار التجريف للمناطق الزراعية حول المدن.
تسهم هذه العوامل في انبعاث الملوثات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون والجسيمات العالقة وأكاسيد النيتروجين والكبريت والمواد العضوية المتطايرة التي تعرض المواطنين لمخاطر متزايدة من الأمراض التنفسية والقلبية والسرطان والتسمم البيئي.
وتُعدّ العواصف الترابية العامل الأهم لتدهور نوعية الهواء في الدول العربية، حيث يجعل المناخ الجاف والقُرب من الصحاري المنطقة عرضة للعواصف الترابية المتكررة. وتُطلق الأنشطة الصناعية، خصوصاً في قطاع النفط والغاز، كميات كبيرة من ملوّثات الهواء. كما تتسبب ممارسات حرق النفايات المفتوحة في إطلاق ملوّثات ضارّة في الغلاف الجوي.
وتمثّل شبه الجزيرة العربية وجوارها منطقة ساخنة لتلوّث الهواء في الشرق الأوسط، وتُصنّف مُدنها الرئيسية من بين الأسوأ عالمياً في تركيزات الجسيمات المعلّقة في الهواء التي يقل حجمها عن 10 ميكرون، وفقاً لمراجعة علمية أعدتها مجموعة من الباحثين من جامعة بيرمنغهام خلال العام الماضي. ويصل متوسط المستويات اليومية لهذه الجسيمات في هواء المنطقة إلى 280 ميكروغراماً في المتر المكعب، متجاوزة حدود «منظمة الصحة العالمية» بمقدار 5 إلى 6 مرات في الكويت، وما يصل إلى 10 مرات في الإمارات. ترتبط التركيزات المرتفعة لهذه الجسيمات، خاصة خلال ساعات الذروة والصيف، بزيادة الوفيات المبكرة بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية.
لكن يبدو أن غياب الإجراءات البيئية والصحية جعل العراق يتصدر القائمة ويتربع ليكون الاول عربيا وماقبل الاخير عالميا في هذا التلوث الخطير المؤثر على الصحة والإنسان والبيئة بل وحتى التنوع الاحيائي.
نحتاج عمليا إلى سلسلة من الإجراءات التي تحمي الإنسان وتصون صحته وتكفل له حياة كريمة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات بالأمراض السرطانية والمزمنة والكوارث البيئية الممثلة بالعواصف الترابية ما يستلزم غرفة عمليات خاصة لهذا المجال تحظى بكامل الدعم والصلاحيات لتدارك اثار الكارثة ومعالجة أسبابها.