هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها. حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عدة عقود على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعد عن الرياضة برمتها أو غادر العراق إلى بلدان أخرى.
سوف نتحدث عن مسيرة اللاعب الدولي السابق كاظم وعل التي سيجد القارئ فيها الكثير من المحطات والمواقف المهمة فيها المفرح وفيها المحزن وما أكثر الأحزان في مسيرة لاعبنا.
الاسم: كاظم وعل محسن
المواليد: 1955
عدد المباريات الدولية التي لعبها: 34 مباراة
ابرز الألقاب التي أطلقت عليها: صاحب الرأس الذهبية.. القناص.. الهداف الماكر.. كاظم “بطل” حيث أطلق عليه هذا اللقب من قبل المعلق الكويتي الشهير خالد الحربان في بطولة شباب آسيا بالكويت عام 1975 بعد أن كان بطلا في تلك البطولة التي أحرزها منتخبنا الشبابي مناصفة مع المنتخب الإيراني حسب نظام البطولة آنذاك وتوج كاظم وعل هدافاً لها برصيد”11″ هدفا منها ستة أهداف في مباراة واحدة.الفرق التي لعب لها: نادي البريد، نادي الطيران “القوة الجوية حاليا” منتخب الشباب، المنتخب الوطني، المنتخب العسكري.مساهمته: أسهم كاظم وعل في تحقيق العديد من الانجازات سواء لناديه “القوة الجوية” أو المنتخبات العراقية المختلفة. فقد كان من ابرز اللاعبين الذين شاركوا في فوز منتخب شباب العراق ببطولة كأس أمم آسيا التي أقيمت في الكويت عام 1975 وأحرز فيها لقب هداف البطولة بعد أن سجل “11” هدفا منها “ستة أهداف” في مرمى برناوي، كما أسهم في فوز منتخب الشباب العراقي في البطولة العربية الودية للشباب التي جرت في ليبيا عام 1975 ، والتي اشتركت فيها منتخبات الجزائر والسودان وليبيا وسجل فيها كاظم وعل ستة أهداف.كما أسهم في فوز العراق بالمركز الثاني ببطولة كأس الخليج الرابعة وبنفس المركز في بطولة كأس فلسطين بتونس عام 1975، أيضا أسهم مع ناديه “الطيران” في الفوز ببطولة الدوري مرتين وبطولة الكأس مرة واحدة.
مميزاته: بعد بروزه في الملاعب العراقية شكل اللاعب كاظم وعل ظاهرة كروية جديدة، خصوصا أن وقت بروزه تزامن مع وجود نخبة كبيرة من الهدافين والمهاجمين البارعين في الملاعب العراقية، حيث كان قبله الثنائي فلاح حسن وعلي كاظم قد أخذا وضعهما الراكز سواء في فريقهما الزوراء أو في منتخبات العراق الوطنية، الاولمبية والعسكرية، وبرز معه احمد صبحي وآرا همبرسوم وسليم ملاخ ويحيى علوان ومن ثم حسين سعيد. إلا أن كاظم وعل تمكن وبفضل مهاراته العالية وامتلاكه الحس التهديفي الجيد كونه يستطيع تحويل أشباه الفرص التي تتوافر له أمام المرمى إلى أهداف جميلة وبمختلف الطرق، حتى بات بروزه هذا قد شكل خطرا حقيقيا على المهاجمين الموجودين في تشكيلة المنتخبات العراقية ما أسهم في تطوير المستوى العام للمهاجمين في هذه المنتخبات، لأن المنافسة تخلق الإبداع والتألق. فقد امتلك كاظم وعل مميزات عديدة قلما توافرت عند غيره من اللاعبين.. حيث كان متميزا في استخدام ألعاب الرأس حتى بات مثلا يحتذى به في هذا الجانب. كما كان يجيد اللعب بالقدمين فضلا عن ذلك كان يتميز بالمراوغة والتهديف ويتخلص من أقوى التحصينات الدفاعية. إلا انه للأسف لم يواصل مسيرته بسبب الإصابة اللعينة التي تعرض لها في عام 1977 في العمود الفقري والتي أجبرته على الاعتزال في عز شبابه وأيام نضجه الكروي.
قصة أصابته: كان يمكن لو قدر لكاظم وعل أن يستمر مدة أطول من تلك التي قضاها في الملاعب أن يجعل سجله الخاص مميزا للغاية، لأنه تمكن وخلال ثلاث سنوات فقط قضاها في الأضواء من ترك بصمة مؤثرة جدا في الملاعب العراقية وما زال يذكر من بين أبرز المهاجمين الذين ظهروا في تاريخ الكرة العراقية. إلا أن القدر كان له بالمرصاد حيث تعرض إلى إصابة لعينة في العمود الفقري خلال أحدى مباريات الفرق العسكرية ولم تكن هذه الإصابة متعمدة، بل كانت نتيجة احتكاك قوي على كرة مشتركة بينه وبين لاعب فريق الصناعة السابق لطيف لبيب. وقد جعلت هذه الإصابة كاظم وعل يضطر إلى ترك الملاعب لثلاث سنوات متواصلة. إلا أنه لم ييأس وحاول العودة مرة أخرى إلى المستطيل الأخضر وقد شارك في مباراة ودية جمعت فريقه “القوة الجوية” مع فريق الفيصلي الأردني في ملعب الشعب الدولي في بغداد عام 1980 إلا انه وجد في هذه المباراة أنه لم يعد قادرا على الاستمرار برغم مؤازرة الجمهور له بسبب الآلام التي كان يعاني منها. لذلك قرر توديع الملاعب ليكون جوابا موحدا عند اللاعبين العراقيين آنذاك بأنه اللاعب الذي خسرته الملاعب العراقية بوقت مبكر.أجمل أهدافه: سجل كاظم وعل العديد من الأهداف الجميلة ومنها هدفه في مرمى نادي النجمة اللبناني من مسافة 25 ياردة وهدفه في مرمى يوغسلافيا عام 1977 في المباراة الودية التي جرت في بغداد وكذلك هدفه في مرمى جلال عد الرحمن حارس مرمى الزوراء عام 1975، كما أنه يحتفظ بلقب أسرع هدف في بطولة الخليج العربي الرابعة عام1976 وذلك في مرمى المنتخب السعودي عندما سجل الهدف الأول للعراق في الثلاثين ثانية الأولى من المباراة التي انتهت بفوز عراقي كبير بسبعة أهداف مقابل هدف واحد. كان اللاعب كاظم وعل يحمل الرقم “16” سواء مع فريق القوة الجوية أو مع المنتخبات العراقية برغم أن هذا الرقم لم يحمله من قبل لاعبون بارزون في العراق. وعن سبب حمله هذا الرقم يقول:”إنني كنت أحب فتاة جميلة في المنطقة التي كنت أسكن فيها وعندما تطور هذا الحب بيننا كان عمرها “16” عاما.