عبد الرسول الاسدي
من المقرر أن تشهد الرياض إنعقاد قمتين متزامنتين للجامعة العربية وأخرى لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشة تداعيات الأوضاع الكارثية في غزة والهجمة البربرية الصهيونية على الشعب الفلسطيني الأعزل التي تجاوزت في بشاعتها ودمويتها كل التوقعات حتى الأعلاها خسة وهمجية.
وإذا إنتظم الإجماع العربي والإسلامي بحضور مكثف فنحن نتوقع أو يفترض أن نتوقع قرارات جريئة تخرج الوضع الفلسطيني من عنق الزجاجة المؤلمة وتعيد المشهد الى تلك الأيام التي كنا فيها نعيش القرارات الحاسمة التي تلتزم بها الدول العربية على أقل التقادير والكثير من الدول الإسلامية باعتبارها حاسمة ومواثيق شرف يجب الإلتزام بها والحفاظ عليها .
وإذا كان الواقع الذي نعيشه اليوم يقول أن حالة التشرذم الخصام بين العرب وكذلك المسلمين تبلغ أقصاها بل ونعيش فترة من اصعب الفترات من ناحية الخلافات التي وصلت الى حد التباغض والتناحر والإقتتال فان فرص الوصول الى إتفاقات جماعية تبدو ضئيلة للغاية ناهيك عن فرص تحقيق ما تم الإتفاق عليه أو الوصول اليه .
وإذا كانت الأمة الإسلامية بكل شعوبها المليونية وإمكاناتها الضخمة وجيوشها العتيدة تعجز عن فتح معبر رفح الصغير لإيصال بضع شاحنات من المساعدات الى العزل والمدنيين في غزة المحاصرة فان الحديث عن قرارات تستند الى أرض صلبة تبدو صعبة للغاية .
مايريده الفلسطينيون هو ذاته الذي تنشده الشعوب العربية والإسلامية واصبح يريده كل الشرفاء والخيرون في المنطقة والعالم من إحقاق للحق الفلسطيني في دولة كاملة السيادة والشرعية لشعب يعاني التامر المستمر منذ أكثر من سبعة عقود .
القمم اللاتي تخصص لتبادل التحايا والحديث المستفيض ثم العودة الى نقطة الصفر مجرد قمم بروتوكولية يراد منها تهدئة الواقع العربي والإسلامي الغاضب وتضييع المزيد من الوقت والفرص في الضغط على إسرائيل بظل الإدانة العالمية الواسعة لهذا الكيان الغاصب .