بقلم / حسين عوفي البابلي
زكيةٌ تلك الكلمات، وهي كالنسيم ناعمةٍ تتطايرُ حروفها كشَعرٍ بُنّيّ الشِعرِ المسدولِ على ضفاف المعاني بظل اللهِ الأزرق، وهي مصفوفة بين قارة الأرض والسماء، بين ضوءِ الدال وطاقةِ المدلول، راميةً ذُعرَ المرأةِ من الإفصاح الخجول.
فحين تفصح المرأةُ فستحتل الشمس وهي ضاحكةٌ في كبد الحقيقة بابتسامةٍ ذهبيةٍ تأبى الأفول بين مروج الكتابة الحداثية وضفاف التجديد الأخاذ في عصر ربيع الضاد.
هاهي سيّدةُ الرقّةِ تنثرُ عبقَ الأحاسيس بروّيةٍ جذّابةٍ، ورؤيويةٍ باتجاه النماء والجمال التعبيري، لتمنح التلقي متعة حضور الذوق وهو بين تدلّيات الاعناب والتين والتي تمتلك عناصر الديمومة للحياة، تقاوم هروب الأيام وجبروت الزمن المنهار..
انها الشاعرة والقاصة والاديبة الموسوعية سعاد محمد الناصر والآتية من حضارة بابلية حاضرة حتى يوم يُبعثون…

اللقاء الموعود
الطريقُ اليكَ
على مستوى البصر
صوتُكَ يكون
حيثُ أكون
أعلنتُ الوداع
ودّعتُ الكرةَ الأرضيّة
وامتشقتُ الشمس
فلي معكَ لقاء
واستعدتُ للسفر
وتركتُ كلَّ مافي الأرض
من نخيلٍ…وأعناب
والفراشاتُ معي
تسبَّحُ بالحمد
وملائكة يدخلونَ
من كلِّ باب
سيشتاقُ لي
أهل الأرض
ويزرعونَ في خطواتي
ورودَ المحبةِ بالأياب
إإذن لي بالدخول
في حضرتكَ
دُلَني..خُذ بيدي
كُن مُرشدي
وأكرمني
فأنا لا أملكُ شيئاً
أعزّهُ عليكْ
خُذ قلبي
بينَ يديكْ
لأهتدي اليكْ
لن أمضي اليكَ
سُدىً
ولن يكونَ الحلمْ
ذرات هواء
سأذهبُ الى وطن
كي أوقفَ الحبَّ
الذي يجرفني
سأخرجُ من هذهِ الأرض
ولأجلكَ
أُجددُ الأقامة