لؤي ذنون الحاصود
يعد العنوان (الثريا) الركيزة الأساسية لدخول النص، إذ جاء في المعاجم العربية أنه «عنوان يستدل به على غيره».
لقد إشتغل الشاعر بهنام عطاالله في عنونة كتابه الشعري «معلقة لرحيل الشمس» على واقعية الرحيل والفقد، وفّعَل آفاق الحواس لديه، لكي يستطيع الوصول إلى أنثاه، والأشغال على مناطق الحواس، فأشترط عنواناً يُفعيل عنصر الذات المقصودة في العنونة، والتي تجلت وإتسمت على إلغاء كل المسميات القديمة، لما يتجدد من حنين داخل نفسية الشاعر، الذي رسم صورة حزينة موجعة، يحاول أن يتألم من خلالها لصعوبة الوصول إلى الزمن الماضي، الذي كان يعيشه مع ذاته، والتي رسمها وجمّل لها شعرياً، من خلال الحوار الداخلي المكثف والإشارات والدلالات والرموز التي تجسدت بها صيغة العنوان، لذلك نلاحظ أن أداة الشاعر عطاالله قد ركزت بصورة جلية، على الآخر بواقعية حزينة، إسترسل من خلالها على أيدلوجية التساؤلات المركزية المتكررة في متن النص الشعري، فضلاً عن إرتكازه على صيغة الرحيل مع طقوس درامية تموضع فيها التأويل للعمل الأدبي «الشعري»، الذي إنتقل من خلال الخطاب والتجليات في الشكل والمضمون، إلى منحنى التخييل، الذي تماهى من أجل تحقيق ما قصده من هذه المعلقة، والزمها لرحيل الشمس وهو مكان بعيد صعب الوصول إليه، وبهذا نجح الشاعر في ايصال ما يريد الى المتلقى بكل سلاسة ووضوح.