عبد الرسول الاسدي
فاقت زيارة الاربعين كل التوقعات من ناحية العدد والعدة والاستحضارات والامكانات بل والتفاني والبذل في سبيلها من قبل المؤمنين الباذلين والمشاركين بها من كل فئات المجتمع نساء ورجال واطفال وشيبة وعجزه بل وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة .ولهذا فالاعتبارات التي تنطوي عليها تتعدد مضامينها ويمكن تلخيصها بانها.
فهي الاولى من هذه الناحية التي تعكس جوهر نقاء وفطرة الانسان السوي المؤمن بالله ورسوله ودين الاسلام وما يمثله من قيم سمحاء تتمثل بالدرجة الاساس بتحقيق العدالة وترسيخها بين الناس لان الحسين عليه السلام المؤبن في زيارة الاربعين بالعشرين من صفر انما دفع نفسه وولده واصحابه وانصاره دفاعا عن قيم العدالة ورفضا للظلم والباطل .
انها اجتماعية في تماسك وتلاحم الملايين الذين لا يعرف بعضهم بعضا والقادمين من اصقاع شتى في المعمورة انما اجتمعوا على حب العترة الطاهرة وهذا الحب يكفي كل البشر لان يكونوا متلاحمين ومتحدين . انها الفطرة الانسانية التي جبل عليه الانسان قبل ان تغيره الانتماءات والمعسكرات والميول والاهواء والحياة العابثة. نعم ان الزيارة الاربعينية باصطفافها المليوني هي اصطفاء لافئدة الناس وجمهم على الحب والتقوى وتمسكهم بها انما يعكس تمسكهم بالحب الكبير لبعضهم ماداموا على النهج القويم .
هي تعكس قيم النبل والكرم والسخاء والايثار والبذل الكبير والشامل من اجل الانسانية وفي سبيلها . ولعل من قيمها السمحاء النبيلة انها مفتوحة الابواب لكل زائر حتى لو لم يكن مواليا لاهل البيت بل حتى لو لم يكن مسلما وكان اجنبيا جاء للتصوير او الاطلاع فلا يشعرونه انه غريب بينهم بل يعامل كما يعامل الاخرون اذ يكفي انه زائر للامام الحسين عليه السلام
فاي كرم واي سمو واي تعالي وشموخ!
هي عنوان حقيقي للوحدة الاسلامية بابهى صورها كيف لا ونحن نشاهد اكثر من عشرين مليون مسلما يتدافعون لتقديم الخدمات والمشاركة في الزيارة كانهم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا.