دخلت عالمة الجيولوجيا الفنانة سيان بروكتور (51 عاما) التاريخ في سبتمبر 2021، عندما شاركت في أول رحلة سياحية إلى الفضاء، وأصبحت أول امرأة أميركية من أصل أفريقي تقود مركبة فضائية.تحدثت سيان بروكتور عن تجربتها غير المسبوقة والمخاوف التي انتابتها كأول رائدة فضاء مدنية. تقول بروكتور إنها ولدت بعد 8.5 أشهر من هبوط نيل أرمسترونغ على سطح القمر، وكان والدها يعمل في محطة المراقبة التابعة لناسا، وهو ما جعلها شغوفة بالفضاء منذ صغرها، حيث كانت تصنع الكثير من نماذج الطائرات، وتحلم بأن تصبح طيارة مقاتلة، ثم قائدة مركبة فضائية.وذكرت بروكتور أنه حتى منتصف التسعينيات، لم يكن بإمكان النساء أن يصبحن طيارات مقاتلات في الجيش الأميركي، لكن والدها شجعها على متابعة هذا الحلم الذي لم يعتبره يوما مستحيلا، وكان يأخذها إلى المتجر لاختيار الطائرات التي تريد أن تصنع مثلها، وأسس «دورية الطيران المدني» التي كانت عضوة فيها وهي طفلة.ومع بلوغها سن المراهقة، اضطرت لارتداء نظارات طبية بسبب ضعف البصر، وهو ما منعها من أن تكون طيارة عسكرية، ولكن ساعدها -على حد قولها- في التركيز على أن تصبح عالِمة.وعن قيامها برحلتها الأولى في سن الـ51، تقول بروكتور إن هناك الكثير ممن بلغوا الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من العمر، يعتقدون أن الفرصة فاتتهم لتحقيق الإنجازات الكبيرة، لكنها ترى أن هذه المرحلة من العمر رائعة، ويمكن خلالها تحقيق الكثير من الأشياء، بشرط الانخراط في التعلم مدى الحياة واقتناص الفرص وتجديد الأهداف.قررت بروكتور أن تحصل على رخصة طيار بعد اجتياز شهادة الدكتوراه. وحين بلغت 38 من عمرها، أرسل لها أحدهم رسالة بريد إلكتروني مفادها أن ناسا تبحث عن رواد فضاء، ويجب أن تقدم طلبا.لم تكن لديها أدنى فكرة عن المؤهلات وعن كيفية اختيار رواد الفضاء، لكن عندما نظرت إلى المؤهلات بدقة وجدت أنها تتمتع بمعظمها. قدمت ترشحها ووصلت إلى المرحلة النهائية في عملية استمرت لمدة عام، لكن انتهت برفضها بعد أن اقتربت جدًا من تحقيق حلم طفولتها.
تضيف بروكتور أنها شعرت بالحزن إلا أنها عزمت على النجاح في الخطوة التالية. التحقت ببرنامج دراسات الفضاء ثم توقفت وعادت إلى حياتها الطبيعية، وأخبرها أحد الأصدقاء لاحقا أن ناسا تبحث عن أشخاص للعيش في «مشروع هاواي للاستكشاف الفضائي التناظري والمحاكاة»، وهي منشأة لمحاكاة الحياة على المريخ. قضت هناك 4 أشهر وأصبحت رائدة فضاء، لكن على سطح الأرض.
تقول بروكتور إن الكثير من الناس سألوها، حين كان عمرها 49 عاما، عند الإعلان عن اختيار رواد فضاء لمهمة سبيس إكس، إن كانت ستقدم طلبا أم لا، وقد أجابت «لا، انتهت رحلتي مع وكالة ناسا وأصبحت كبيرة في السن، ولكن ربما سأتمكن يوما ما من الصعود على رحلة تجارية إلى الفضاء»