عبد الرسول الاسدي
قال سيد العدالة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام( استعن على العدل بحسن النية في الرعية وقلة الطمع وكثرة الورع)
فتطبيق العدالة يستلزم تلك الإجراءات الموضوعية الإشتراطية التي تدفع بعجلتها صوب الأمام من أجل إرتقاء المجتمع والنهوض بالعلاقات بعيدا عن الظلم والفرقة وتضييع الحقوق. وإذا رجعنا إلى مفهوم العدالة عند سقراط سنجده يذهب بإتجاه التأسيس لسلسة من الفضائل الأخرى كالقناعة، والحكمة، والشجاعة في الوقت الذي يراه إبن رشد نتيجة لجميع الفضائل مجتمعة.
الفضائل والقيم الإيجابية في أي مجتمع لا يمكن أن تدعم دون قانون عادل لايميز بين الناس على أساس الإنتماء بل يقوم على مبدأ ألمساواة في الحق بالعيش الكريم.
في يوم القضاء العراقي نستذكر القامات المهمة من رجال العدالة الذين كان لهم الدور الأبرز بعد ٢٠٠٣ حين أصبح القضاء العراقي مستقلا عن التأثيرات وبعيدا عن هيمنة الديكتاتورية.لكن مسيرة الإستقلال الحقيقي للقضاء بعد 2003 لم تكتمل إلا في الثالث والعشرين من كانون الثاني عام 2017 بصدور قانون مجلس القضاء الأعلى رقم 45 لتبدأ مسيرة الإستقلالية بمفهومها الأشمل وهي التي عبر عنها القاضي فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى ( إستقلال القضاء هو المنجز الأهم الذي حلمنا به لأن هاجس القضاة تطبيق القانون بعيداً عن أي تأثير).
فالقضاء اليوم يقف على مسافة واحدة من الجميع،و ايمان القضاة بمبدأ سيادة القانون هو الذي حفظ أمن وسلامة ووحدة العراق ومصالحه رغم كل المصاعب والتحديات التي نواجهها.
ولعلي أقف هنا عند مفردة لطالما شكلت هاجسا مهما وتكمن في تقييم البعض لقرارات القضاء وفق منظار المصلحة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية في حين أن المفروض بنا جميعا أن نحتكم إلى القضاء بإعتباره المظلة التي تكفل حمايتنا ومجتمعنا من كل المخاطر المحدقة.
فتحية وألف تحية لرجال العدل قضاة العراق الذين يشهد العالم بحياديتهم وعدلهم وموضوعيتهم ومبارك لهم يومهم الأغر ولنا جميعا ونحن ننعم بدولة يحكمها الدستور والقانون وتسود فيها روح العدالة.