عبد الرسول الاسدي
يحكى أن العشاق والمثقفين في أوربا العصور الوسطى كانوا يتداولون مفردات من اللغة العربية للتعبير عن ثقافتهم الواسعة لأن ناطقي العربية حينها كانوا أمة متحضرة متقدمة على ماسبقها.
واليوم يتكلم اللغة العربية قرابة نصف مليار نسمة على مستوى العالم وهو رقم قياسي دفع الأمم المتحدة للإحتفاء باللغة العربية في الثاني عشر من شهر كانون الأول عام 2012 باعتبارها لغة عالمية.
أتذكر إني حاورت قبل أعوام أحد الكتاب العراقيين في بلاد المهجر وبالأخص أوربا وكان يتحدث عن ثراء اللغة العربية الفذ مقارنة بسواها من لغات العالم . الصديق كان يعيش في أحد الدول الاسكندنافية وكان يعاني من فقر لغات تلك البلدان في إيصال الأفكار وبالأخص المشاعر منها الى القارئ .
وبالمقارنة مع العربية فإن حجم الثراء الكبير للغة القرآن هو ما أهلها أن تكون الحاضنة لكتاب الله سبحانه وتعالى والمعبرة عن وجدان الملايين من ناطقيها .
فاللغة العربية تتيح الدخول الى دنيا زاخرة بفنون النثر والشعر والبلاغة والفصاحة التي تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وهو ما أهلها لأن تسود لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.كما انها ساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة.، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.
اليوم يحق لناطقي الضاد الإحتفاء بلغتنا العربية عنوان فخرنا وهويتنا وكينونتنا وعنفوان عزنا وكرامتنا .
يحق لنا أن نرفع عاليا الوية إستذكار أساطين الشعر والبلاغة والنحو والإعجاز الذي لا تملكه سواها من اللغات العالمية قاطبة .