بغداد – محمد رشيد الدفاعي
أقيمت في منتدى الشعرباف الثقافي محاضرة بعنوان ( أعلام من الكرادة الشرقية ) للدكتور عباس فاضل السعدي/ عضو المجمع العلمي العراقي ، أدارها الأستاذ عادل العرداوي .
بدأت جلسة المحاضرة بعرض فيلم مدته دقيقة واحدة يبين فيها آلة ( الجرد أو الري ) البدائية التي أستخدمت لرفع المياه من نهر دجلة بواسطة الحيوانات كالحصان والثور والحمير ، هذه العملية جرى فيها العمل حتى ثلاثينيات القرن الماضي بعدها توقف بسبب تطور الآليات الحديثة .
بعد هذا العرض تحدث الدكتور السعدي عن ستة شخصيات من أعلام الكرادة الشرقية كانوا لهم دور كبير ومميز في مختلف المجالات وموثقة بصور عبر عدسته ( المحاضر ) أو إهداء قدمت له من قبل هؤلاء الشخصيات.
أول هؤلاء شخصية الحاج ناجي الكرادي الذي ينتمي الى قبيلة بني لام التي هاجرت من محافظة ميسان ( العمارة ) الى منطقة الدورة ببغداد حيث ولد الحاج ناجي في منطقة الكرادة الشرقية عام ١٨٤٨ وتوفي فيها في ١ / شباط سنة ١٩٥٠ وقد احتضنه الحاج محمد اليساري وهو من ملاكي الكرادة وزوجه إحدى بناته وهي المرحومة ( شنشل ) كان للحاج ناجي كردين في الجادرية يقومان برفع الماء من نهر دجلة الى السواقي المتجهة الى بستانه .كان الحاج ناجي صديقا للمس بيل سكرتيرة دائرة المندوب السامي البريطاني في العراق وصاحبة النفوذ والسلطة آبان الاحتلال البريطاني للعراق والتي كانت تقضي أوقاتها في بساتين الحاج ناجي الذي كان يهديها الفواكه والخضر في أول نضوجها . ونظرا لصداقته المتينة بالمس بيل تولى الحاج ناجي رئاسة بلدية الكرادة وأنتخب عضوا في مجلس النواب الملكي وعضوا في جمعية الهلال الاحمر العراقية .
الشخصية الثانية هو المحامي عباس حسن جمعة ولد سنة ١٩٠٩ وتوفى سنة ١٩٩٠ ، اشتغل معلما في الكوت ثم في مدرسة الكرادة الشرقية ثم انتقل للعمل في المتحف العراقي وأكمل دراسته في كلية الزراعة ثم كلية الحقوق وأصبح المسؤول عن جريدة الأهالي ، وفي سنة ١٩٥٤ انتخب نائبا عن منطقة الكرادة الشرقية ثم عمل في مكتب محاماة أهلي .
أما الشخصية الثالثة هو المهندس محمود حسن جمعة الذي ولد سنة ١٩١٢ وتوفى سنة ١٩٩٢ ، أكمل دراسته الاعدادية في بغداد وأرسل من خلال بعثة الى أمريكا وحصل على شهادة هندسة الري ، عاد الى العراق وأصبح رئيسا لمديرية ري الفرات الأوسط ، تولى منصب وزير الإصلاح الزراعي مرتين في عهد الرئيس العراقي عبدالسلام عارف سنة ١٩٦٥ والثانية في عهد الرئيس العراقي عبدالرحمن عارف سنة ١٩٦٦ . غادر العراق سنة ١٩٦٧ متجها الى ابو ظبي وعمل مستشارا للشيخ زايد ، توفى في الإمارات ودفن في أمريكا الى جانب زوجته .
الشخصية الرابعة هو السيد صادق الموسوي الذي ولد سنة ١٨٩٥ وتوفى سنة ١٩٨٤ وقد شيعته أعداد غفيرة من أبناء المنطقة حتى أثارت أمن المنطقة ، تولى إمامة حسينية البوشجاع منذ إمتلاكها سنة ١٩٤٢ ، وفي سنة ١٩٦٩ قدم طلبا الى محكمة الكرادة الشرقية لوقف أرض الحسينية وقفا خيريا لوجه الله تعالى .
والشخصية الخامسة هو الدكتور داود سلوم من عشيرة العجيلي هاجر من جنوب الموصل الى الكرادة الشرقية ولد سنة ١٩٣٠ وتوفى سنة ٢٠١٠ درس في المتوسطة الشرقية ثم انتقل الى الاعدادية المركزية ثم تخرج من كلية الآداب/ جامعة بغداد/ بدرجة شرف ، سافر الى بريطانيا ونال شهادة الماجستير من جامعة لندن سنة ١٩٥٦ وحصل على الدكتوراه سنة ١٩٥٨ ، صدر له ( ٦٩ ) كتابا ، شغل منصب رئيسا لقسم اللغة العربية للمرة الأولى منذ سنة ١٩٥٨ حتى سنة ١٩٦٨ والمرة الثانية منذ سنة ١٩٧٥ حتى سنة ١٩٧٧ ، أبرز نشاطاته الخارجية في الهند والمغرب ، ويعد من أفضل من كتب الأدب المقارن وله مؤلفات كثيرة ، عمل كمدرس في عدة كليات وجامعات في العراق وخارجه ، اعيد تعيينه في كلية التربية/ جامعة بغداد منذ سنة ٢٠٠٣ حتى سنة ٢٠٠٨ ، اشرف على عشرين رسالة ماجستير ثم أحيل على التقاعد .
الشخصية السادسة هو شيخ المترجمين الأستاذ كاظم سعد الدين الشديدي ، ترجم العديد من الكتب من العربية الى الانكليزية وبالعكس وواصل النشر في مواضيع مختلفة ومترجمة في مجال التراث الشعبي وأدب الأطفال وأشتغل محررا للقسم الإنكليزي في مجلة التراث الشعبي في بداية عمله ، أطلق عليه لقب مترجم العراق الأول وشيخ المترجمين ، تخرج من دار المعلمين العالية/ قسم اللغة الأجنبية وبتخصص اللغة الانكليزية والفرنسية في سنة ١٩٥٣ وتسلم شهادة التخرج من يد الملك فيصل الثاني ، ومن أهم المؤسسات التي عمل بها في وزارة المعارف ( التربية والتعليم ) لمدة( ٣٢ ) عاما .
شهدت جلسة المحاضرة عدة مداخلات وإستفسارات أجاب عليها المحاضر بشكل إجمالي..