بغداد- محمد رشيد الدفاعي
أقيمت في مجلس الجواهرية الثقافي محاضرة بعنوان ( النهضة الحسينية وصناعة الوعي ) للأستاذ عدي عدنان البلداوي ، ادارها الأستاذ عادل العرداوي ..ذكر البلداوي : ان في هذا الشهر ذكرى واقعة الطف الأليمة ونحن نشهد حالة من الفوضى في مجالات الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، محاولا في أجواء هذه الفاجعة ان يقدم قراءة جديدة يستفيد منها في توجيه واقعنا الفوضوي ، كما رأى ان الأدب في فنونه المنوعة قد أدى دوره في وصف أحداث النهضة وشخوصها والتعبير عنها شعرا ونثرا وبلاغة واعلاما ، فكتب التأريخ والأدب حافلة بكثير من الاسهامات القيمة لكتاب وشعراء وادباء ومؤرخين من مختلف الثقافات والاتجاهات والمعتقدات فهذا المفكر المسيحي انطوان بارا يقول « لوكان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية ولأقمنا له في كل ارض منبرا ولدعونا العالم الى المسيحية بأسم الحسين « ويقول المستشرق الإنكليزي ادوار براون « وهل ثمة قلب لايغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثا عن كربلاء « والمهاتما غاندي يقول « تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر « والشاعر مظفر النواب يقول مخاطبا الحسين « لست ابالغ اذا قلت انك وحي تأخر بعد الرسول « والجواهري في قصيدته يقول : فداك لمثواك من مضجع
تنور بالأبلج الاروع
بأعبق من نفحات الجنان
روحا ومن مسكنها اضوع
ورعيا ليومك يوم الطفوف
وسقيا لأرضك من مصرع
فيا أيها الوتر في الخالدين
فذا الى الآن لم يشفع
تلوذ الدهور فمن سجد على
جانبيه ومن ركع ، والشاعر عبدالرزاق عبدالواحد في قصيدته موته عليه السلام :
مادار حولك بل أنت
درت على الموت
في زرد محكم
من الرفض والكبرياء العظيمة
حتى بصرت وحتى عمي
فمسك من دون قصد فمات
وأبقاك نجم من الأنجم..
وبين : بأن الكميت هو أول شاعر رثا الحسين عليه السلام وله اشعار اطلق عليها الهاشميات وعبدالرحمن الشرقاوي من مصر كتب مسرحيتان هما « الحسين ثائرا « و « الحسين شهيدا «
واضاف: ان الثقافة هي وعي الواقع وفهم حركة الحياة فيه ودراسة الطريقة التي يعيش بها الناس ، وهي أكبر من حدود القراءة والحفظ وأنها تصل الى الوعي الانساني ، لذلك أرى أن صناعة الوعي هي الرسالة الحسينية المعاصرة التي نقرأها ونعمل عليها اليوم خصوصا في المرحلة التي يمر فيه المجتمع بثنائية التغيير والثبات والتغيير الذي يراه علماء الأجتماع وعلماء الانسان صفة طبيعية في كل مجتمع، ونحن كمجتمع اسلامي نرجو من عمليات التغيير الارتقاء بمنظومة الفرد والمجتمع وتطويرها ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا في إطار المشروع الاسلامي الثقافي الحضاري والثبات على القيم والمثل العليا وان الحب هو أقوى مستلزمات نجاح صناعة الوعي وهو موجود في قلوب مساحة كبيرة جدا من الناس وتحضى نهضة الحسين بنصيب وافر من نسبة هذا الحب وهو واضح في مراسيم عاشوراء واربعينية الأمام الحسين عليه السلام ، وان صناعة الوعي تقدم للانسان توازنا من جوانب شخصيته العقلية والعاطفية والسلوكية والنفسية وقد أدى المنبر الحسيني دورا بالغ الأهمية في فترة كان فيها محضورا على الناس وبدون الوعي تصبح الثقافة والعلم نشاطا شخصيا ، وواقعنا اليوم بحاجة إلى الوعي الجمعي وقد نجحت النهضة الحسينية في أقامة وعي جماهيري حاضر عند المواجهة وكانت حروب داعش دليلا كافيا لتقييم ذلك فقد فعلت فتوى الجهاد الكفائي فعلتها في قلب الموازين ، ومانحن بحاجة اليه اليوم هو تفعيل هدف النهضة الحسينية لإنقاذ الشارع وحمايته من تأثيرات الظروف الخارجية ، وبعد انتهاء المحاضرة بدأت فترة المداخلات والاستفسارات أجاب عليها المحاضر إجمالا ..