بغداد / محمد رشيد الدفاعي
أقيمت في مجلس آل مطر الثقافي ندوة ثقافية بعنوان ( نصف قرن على وفاة كوكب الشرق أم كلثوم ) للباحث الأستاذ رؤوف الصفار ، أدارها الأستاذ عادل العرداوي..
تحدث الأستاذ الصفار في بداية الندوة قائلا : عندما أتكلم عن أم كلثوم قد أقع في فخ ، أم كلثوم ليست فنانة أو مطربة فحسب ، بل شخصية متفردة تركت أثرا وأرثا فنيا يبقى لمئات السنين ، وأضاف بأنه التقى بها في فترة السبعينات وبين لها الحب الكبير الذي يكنه لها العراقيين وردت عليه بأن أغلى تكريم حصلت عليه هو في العراق من قبل الحكومة الملكية عام 1934 وأول أغنية أديتها هي لشاعر عراقي هو ( الشريف الرضي ) كما أديت خمسة أغان للعراق أعتزازا بهذا البلد ..
بين الصفار : بأن أم كلثوم من عائلة بسيطة جدا ولدت في محافظة الدهلقية في مصر بحيث والد أم كلثوم كان يعتمد على ( خالد ) في المعيشة والذي يكبر أم كلثوم عمرا وكان يدربه على الموشحات الدينية التي يؤديها في المناسبات في حين كانت أم كلثوم تسمع من والدها طريقة تدريبه لشقيقها خالد على أداء الموشحات ، وفي يوم من الأيام تمرض ( خالد) وأضطر والده ان يصطحب ابنته أم كلثوم وهي في عمر ( 17 ) عاما حيث كانت في حينها ترتدي ( العقال ) كما بين الصفار : بأن ابو العلا محمد هو الذي قدم أم كلثوم للعالم والذي نصحها بأن تسافر الى القاهرة حتى تحقق طموحها ، وفي عام 1919 سافرت الى القاهرة وتعرفت على الشاعر أحمد رامي وتعلمت منه الكثير مثل طريقة اداء الأغاني والأتيكيت وكيف تأكل وكيف تسير في المناطق الراقية وأيضا علمها اللغة الفرنسية بحيث هذه المرأة الريفية البسيطة أصبحت نموذج للمرأة الراقية حتى أصبحت الكثير من النساء تقلدها في ملبسها وحتى خياطة أم كلثوم أصبحت مليونيرة بسبب تهافت النساء اليها طالبن في تفصال وخياطة ملابس تشبه ملابس أم كلثوم ..
عاشت أم كلثوم قصة حب كبيرة ونقية وصادقة مع الشاعر أحمد رامي الأ انه لم يتوج بالزواج رغم طلب رامي بالزواج منها إلا انها رفضت خوفا من ضعف أو اختفاء المشاعر الجياشة لرامي لها وكان دائما يقول لها وبمزح بأنك ( مصلحية ) حيث كان يحبها كثيرا لكن يتزوجا ، حتى تزوجت من طبيبها الخاص ( حسن الحفناوي ) ليقطع رامي الأمل بالزواج منها
تزوجت أم كلثوم اربعة مرات كانت الأولى مرغمة من صديق والدها الشيخ عبدالرحمن بدوي بسبب تلقيها عقد من الشام عام 1932 وكانت شروط السفر ان يرافقها محرم ، ثم تزوجت الملحن محمود الشريف والزواج الثالث من الكاتب مصطفى أمين اما الرابع فكان من قبل الدكتور حسن الحفناوي ..حوربت من قبل المطربة منيرة المهدية الذي دعت بعض الصحفيين بتشويه صورة أم كلثوم لكن بعد فترة اعترفت منيرة المهدية بأنها لاتستطيع منافسة أم كلثوم التي وصفتها ب (الصاروخ) ..
كانت أم كلثوم تقدم اعمال خيرية عدة خاصة اهتمامها بأبناء قريتها ( طماي) الذي ولدت فيها..
كانت أم كلثوم لاتريد احدا ان ينافسها وكانت خلافاتها مع الملحنين مثل رياض السنباطي وزكريا أحمد ومحمد عبدالوهاب بسبب أجور العمل ودام خصامها مع زكريا أحمد اربعة عشر عاما حتى تم الصلح بينهم من قبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي طلب منهم تقديم أغنية جديدة ترضى الجمهور فنزلت في حينها أغنية ( أنت عمري ) عام 1964 ..
كان والدها أمام جامع ولايقبل ان تؤدي اغان الحب والغزل وأراد ان تؤدي الموشحات الدينية فقط واختلفت مع والدها وقامت بأداء الكثير من الأغان العاطفية بمساعدة الشاعر أحمد رامي الذي غير من نمطها ، ومن أبرز محطات أم كلثوم افتتاحها اذاعة مصر وقرأت سورة قرآنية كان ذلك في عام 1934 ..
وصلت أم كلثوم في فترة الأربعينات والخمسينات الى مرحلة أكبر مما هي مطربة وأصبحت سلطة في مصر بعد أن احبها بل قدستها الكثير من الجماهير سواء داخل مصر أوخارجها ، سلطتها هذه لم تؤذي فيها احدا بل استغلتها لحماية مجدها ومن الأشخاص المنافقين .. في عام 1954 أصيبت بالغدة الدرقية التي أثرت على عينها وأضطرت ان ترتدي نظارة سوداء اللون لمقابلة الناس ..
وذكر الصفار : بأن المخابرات الإسرائيلية كانت تخطط لقتل أم كلثوم من أجل هدف ما وعندها أخذت رأي الولايات المتحدة الأمريكية وقالوا لهم ( أم كلثوم خط أحمر) لايمكن التقرب اليها ، وأضاف : بأن أم كلثوم كانت تكره احدا يتنافس معها خاصة عبدالوهاب على سبيل المثال ، لكنها تحب المطربة سعاد محمد كثيرا وكانت دائما تعزمها في منزلها ،
وذكر الصفار : كنت دائما استمع الى الأخبار من خلال الراديو وسمعت بأن أم كلثوم غابت عن الوعي وبقيت مشدود اتابع الأخبار بشغف وفي احدى الأيام وتحديدا كان السبت كانت نائمة في منزلها وطلبت من عاملة منزلها ان تفتح لها ستار الشباك المطل على نهر النيل حينها قالت من كل قلبها ( الله الشمس الأصيل ) بعدها ظهرت عليها اعراض الرعشة وقالت ( خذ بيدي ياربي فليس لي سواك ) وبعد يومين اي ( الأثنين ) توفيت ونعاها يوسف السباعي وزير الثقافة في تلك الفترة وقد شهد حضور اربعة ملايين شخص عند التشييع ، وبذلك رحلت كوكب الشرق الذي تركت أرثا فنيا لازال له صدى كبير من خلال اغانيها الذي بقيت راسخة لحد يومنا هذا ..
انتهت الندوة لكن لم تنتهي تساؤلات والمعلومات التي يمتلكها الحضور الذي لم يتطرق لها الأستاذ الصفار حتى قابلهم بأن هذه الساعة المخصصة لي لم تفي الى إعطاء الحق عن أم كلثوم لأنها تأريخ وتحتاج الى وقت أكثر..
الندوة كانت جميلة ومشوقة لكنها افتقرت الى مؤدي لأغان أم كلثوم حتى تكون الندوة متكاملة ..
شهدت باحة مجلس آل مطر صور في غاية الروعة لأم كلثوم في فترات متعددة وايضا حضور كبير ملفت للنظر ..