عبد الرسول الاسدي
عندما ترى نفسك بالقرب من الأغلبية وتفكر كما يفكرون، يكون قد حان الوقت حتى تتوقف وتعيد التفكير. (مارك توين)
كيف نحمي أفكارنا .؟
في البدء ينبغي لكل متحرر أن يسأل نفسه إن كان ينبغي عليه أن يغير أفكاره بين حين وآخر أو يراجعها على الأقل أم يطيل التمسك بها لتحقيق عنصر الثبات الواجب دائما شرطا لحصاد المنجزات.
فنحن في الحقيقة كلمات أردنا أن نقف عند عتبة المراجعة الفذة الحثيثة لما نفكر به نصطدم بعقبة الآخر الذي يدعي اننا على خطأ ثم يعود ليمارس في كل مرة جميع أنواع العبث ليثبت وجهة نظره القاسية تلك بشتى الوسائل مشروعة أو لا.
يندرج هذا التوصيف في معالجة إشكالية ما يحدث على أرض الواقع حيث نعيش ونحاول إبتكار سبل جديدة لتحرير الفكر من القيود والمحددات لتجعلها أقرب الى الحقيقة من التمسك بذات المناهج والسبل التي أدمناها طيلة أعوامنا السابقة .
فالموتى والحمقى هم الذين لا يغيرون آراءهم أبدا هكذا يقول همنغواي ونحن نشاطره هذا الشغف في تحري الصدق والبحث عن مسالك الواقع للأتيان بنتائج تتغاير وتتمايز لأننا أقدر على المعالجات .
تتطور البلدان بالسماح للآخر بالتعبير عن أفكاره وفتح حيز المناظرة والمناقشة بل وإتاحة الفرصة للجديد أن يعبر عن ذاته وإمكاناته وقدراته بلا تقييد وتكبيل وفروض طاعة وولاء للقديم السلطوي .
تعجبني هنا نقطة التقاء القديم بالحديث والمرن بالمتسلط والقادر على العطاء من المتكئ على الشعارات وغيرها من المفارقات التي يمكنها إحداث النهضة الحقيقية التي نبتغيها في جميع المجالات.
قد تكون هذه المقدمة طويلة لكنها مهمة لإثبات أننا لسنا عاجزون عن إستيعاب الآخر بل على العكس أثبتنا في أكثر من مرحلة مفصلية قدرتنا على إستقطاب الطاقات الشابة ورعايتها وفسح المجال لها لترتقي .
فمن يبحث عن الغد عليه أن لا يتمسك بالأمس ويسعى لأن يكون يومه ملونا بمزاج الياسمين والورد بحثا عن نقاء قادم .