منيرة الحاج يوسف
أبحث عني…
لعلّني أتذكر
ملامح وجهي
وأنا أترنح
على أكتاف
تحملني
إلى ذاكرة جديدة
فأنبت شقيقة نعمان
يتغنى بها
شاعر مجنون بالألوان والأحزان…
لعلني أنبش
تاريخ الزهور
والعطور
لأفقه سر الروائح
التي تنثها حدائق بابل المعلقة
وبساتين اريانة
الممتدة على ألف شميم
ونسيم…
لعلني أقرأ حروف الهجاء
وأحفظ قصائد العرب
منذ الجاهلية في البكاء والرثاء
وأكتب مجلدات في الرجاء
حتى أغير نشاز النوتات
فتستعيد سمفونيات بيتهوفن مجدها…
وأرتب فوضى الأسماء
لعلني أطرق أبواب الصبح
لأحظى بأحلى ابتسامة
من نور
على شفاه شمس خجلى تستعد لعناق البحر والبر في صمت
بطعم الملح
تترجمه حرارة الأشواق
لعلني أخلع وساوس الخيبات واوهام السراب
وأقول للذين يسيرون خلفي
غدا نلتقي على حافة الطين المقدس
غدا تجمعنا مرايا التراب
لعلي أكون
بلا تقاسيم
أو ذاكره
فأنسى مراحل تكويني
وأحزاني
فأسأل إن كنت في الليل أقماره
أم كنت نجمته الحائره
لعلي أنا ولن أتغير
بماء عيوني
عن كل وخزة قلب أعبّر
وإن جف دمعي
فخفقة قلبي
تحسّ وتشعر
أنا قمحة سقطت
في حقول المعانى
غدا تصير سنابل
تكفي
والأرض بالحب تعمر