عبد الرسول الاسدي
على الرغم من ان في العراق على الاقل 150 الف موقع اثري الا ان ما مسجل منها على لائحة التراث العالمي ستة فقط اخرها كان بابل وجنائنها المعلقة التي اشترطت اليونسكو ان تزال منها تلك الاضافات التي وضعها النظام السابق لتمجيده.
هذا الثراء الكبير في المواقع الاثرية العراقية اضافة الى المواقع الطبيعية يجعله يتربع القمة في استقطاب السياحة العالمية شريطة توفر ركائز واضحة المعالم لذلك. مواقع عالمية سلطت الضوء على ما يملكه العراق من عوامل جذب سياحي بعد اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية للعام الحالي ما يضعنا امام استحقاق مهم يتعلق باحياء هذه الثروة الكبيرة التي لا تنضب.
الانشغالات الحكومية الكبيرة والعجز المالي كانت تحول في الاعوام السابقة دون ان يتصدر العراق اللائحة فعلا في استقطاب السياحة العالمية رغم انه يمثل رئة مهمة يمكن ان يقصده المحبون للاثار والاطلاع على الارث الفريد لحضارة متجذرة في القدم وشعب متعدد الاعراق وعادات واعراف وتقاليد وابنية وازقة وشناشيل واهوار وغيرها .
لكن الامر لا يخلو من غياب ستراتيجية سياحية واضحة المعالم تلمسها السيد رئيس الوزراء السوداني واعلن عن بداية نهضة حقيقية للقطاع السياحة يمكن ان يمثل خط شروع واضح ينتقل فيه العراق من ان يكون طاردا للسائحين والزائرين الى مستقبل مهم لهم .
فرئيس الوزراء عبر في اكثر من مناسبة اخرها قبل شهرين تقريبا عن ان السياحة ومقوماتها متوافرة في العراق، وهي من الممكن أن تتحول الى مصدر أساسي في الاقتصاد غير النفطي، مع توافر الفرص والحاجة المحلية ورغبة المواطنين في الانتفاع والتمتع بمرافق سياحية عصرية ومتطورة وصديقة للبيئة، كما أنها تمثل بوابة لتوسعة عناصر الجذب للسياحة الوافدة من الخارج. وهذه الرؤية تلمسناها فعلا واقعا عبر حزمة من القرارات التي ترجمت الى مشاريع بنيوية تخدم القطاع السياحي وتسهم في رفده بمقومات نحن في امس الحاجة لها.
لكن هل نحتاج الى المزيد ؟ الجواب نعم لاننا في بداية الطريق وهناك حاجة ماسة الى وسائل نقل حديثة وشوارع واسعة وفنادق ومنتجعات ومرافق تشجع على قدوم الزائرين الاجانب مع حملات دعائية تروج للسياحة التاريخية والاثرية والطبيعية في العراق وبهذا نعول على الحكومة الحالية ان تسهم في رسم ملامح السياسة الكاملة لذلك وان نرى في الاشهر القادمة خطوات اوسع في هذا المضمار.