عبد الرسول الاسدي
ذات يوم قال جلال الرومي ( ما نبحث عنه يبحث عنا ) ولعل في هذه المقولة تسلل أنيق نحو الذات وإنكعاس لتفاصيل ما ننشده في الحياة وكيف نناله. فالباحث عن النجاح سيحرزه ولو بعد حين حين يواضب عليه وغيره صحيح الى حد كبير . وحين تولد الفكرة نكون قد وضعنا أرجلنا على بداية الطريق الصحيح للنجاح والإبداع والتحليق في سماوات تمطر يقينا بالنجاح ، هكذا استكشفت هذه القاعدة منذ أن شرعت في العمل بدايات شغفي في عالم الصحافة والكتابة. ربما تكون العبارة الذائعة الصيت لبرناردو شو التي يقول فيها (إنَّ التخيُّل هو بداية الإبداع، فإنَّك تتخيل ما تريده ثمَّ تنفذ ما تتخيله، وأخيرًا فإنك تبدع ما تنفذه ) واحدة من المفردات المهمة في هذا التوجه لكنها ليست الشيء الأهم دوما .
فالكثيرون قد يحلمون ويتخيلون لدرجة أنهم يذرعون مسافات الوهم ويتسلقون أسيجة السفر في عوالم غير حقيقية ليصطدمون بنقطة الصفر وبتلك الصخرة الصماء من اللاشيء لأنهم لم يوفروا الحد الأدنى المقبول من الإمكانات ليصبح الحلم حقيقة.
كلنا نعرف صاحب نظرية بداية الكون والإنفجار الكبير ستيفن هوبكنج ونعرف كذلك انه من أصحاب الإحتياجات الخاصة جدا بل إن وضعه الجسدي محدد بشكل كبير لكنه إمتلك الرغبة والحماسة ليكون ذهنه متوقدا بما يكفي لتشغل نظرياته كبار الفيزياويين حول العالم .
صحيح ان العقول مواهب والعلوم مكاسب كما يقول سقراط لكن العقول حتى وإن كانت مواهب فالبعض قد يصر على إبقائها خارج دائرة الضوء وخارج مساحة العمل وبعيدا عن الإستخدام لفترة تصيبها بالكساد وتبعدها عن جادة الإبداع .
الفكرة الحقيقية هي تلك التي تثمر وتزهر وتصبح بستانا خصبا للإبتكار والإبداع حين يرافقها الأداء والكفاءة وحسن إختيار التوقيتات المناسبة لكل خطوة بعيدا عن البعثرة والتشوش والتخبط لأنها تجعلنا ندور في دائرة حول نقطة البداية.
رحلتنا لا تنتهي بمرحلة نخسر فيها شيئا بل قد تمتد الى ماهو أبعد من ذلك لان الخسارات تخفي كما هائلا من النجاح يتحقق بالمثابرة والصبر .