عبد الرسول الاسدي
يتفق عموم المسلمين على أن العام الحادي عشر من السنة الهجرية هو العام الذي توفي فيه رسولنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن الخلاف مازال قائما حول الشهر الذي حصلت فيه تلك الوفاة ان كان صفر أو ربيع الأول .
قطعا هذا الجدال والخلاف لا يقود الى تباين في وجهات النظر أو تغيير في التفاصيل المتعلقة بعنوان رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام الذي جاء رحمة للعالمين وهو الأهم .ولعل هذه المناسبة هي الأهم في تاريخنا الإسلامي لأنها تخص هادي الأمة ومهديها الى طريق الرشاد والدافع الأول على وحدتها وقد خلد فينا سلسلة من الأحاديث التي تدعو للتمسك بالوحدة وعدم مواربة الباب بالضد منها . قال صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم: قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) ولعل هذا القول إختصر الكثير من التفاصيل التي لا يمكن ان تحتوي معانيها كتب مسطرة لأنه وحي يوحي علمه شديد القوى.
ومن عناوين وحدة الأمة هو إجتماعها على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما ثبت في حادثة تدنيس القرآن الكريم من قبل سلوان موميكا وغيره من الأشرار الذي عاثوا في الأرض فسادا فكان للأمة بكل مذاهبها وتياراتها موقف واضح ومحدد وسليم بالرفض والإستنكار والإستهجان والوقوف بحزم لردع ولجم مرتكبي هذه الأفعال الضارة .
الإرث النبوي الشريف هو الذي وحد الأمة لتقف بالضد من الإرهاب بكل ألوانه وأشكاله وأنواعه وبالأخص داعش وكل الحركات التكفيرية والمنحرفة .
الرسول الكريم صلوات الله عليه مدرسة إنسانية وأخلاقية كبرى وضعت الإنسانية على سكة الرشاد ودرب الهدى وعصمتها من مهاوي الفتن والتمزق والتقاتل والفرقة .
في ذكرى وفاته صلوات الله عليه وآله ما أحوجنا الى مزيد من رسوخ الوعي وتمتين الإرادة وتشذيب الرأي وإستنهاض الفكر النير من أجل بلوغ الكرامات العليا التي أرادها الله سبحانه وتعالى لنا ورسم طريقها بالإسلام المحمدي الأصيل .
في ذكرى وفاة مدرسة الخلق الكريم صلوات الله عليه وآله
