عبد الرسول الاسدي
لكل شعب قادة ، ولكل أمة مقدسات ولكل حضارة قوافل من شهداء تحرس مسيرتها وتحافظ على أمجادها وتزرع في دروب أجيالها العزيمة والقدرة على الصمود. ولدينا شهداء من نوع مختلف ومنابت مشرفة لأنهم خلقوا من طينة التحدي وإنسكبوا على سلالم الإرتقاء صوب السماء مثل عطر المسك الذي لا تخطؤه هواجسنا المدججة بالإنتماء الى ذلك الخط الرسالي الذي ورثناه جيلا بعد آخر من مدرسة الشهادة .
فنحن الوارثون لمدرسة الشهادة الحسينية والرابضون في خنادق الكبرياء والعابرون مسافات الإحتمال والزارعون في كل شبر من أرض المستحيلات راية خفاقة .الا يكفي أن يكون دستورنا هو تلك المقولة الخالدة التي أطلقها بقية آل الرسول صلوات الله عليه وسلامه الإمام السجاد وهو يقول في أصعب المواقف التي يمكن أن يمر بها الإنسان أمام الظلمة القتلة وهو يقول غير عابيء بالموت :
ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .
حين نحتفل هذا العام بالذكرى الرابعة لإرتقاء ثلة من الكواكب المضيئة الممثلة بالشهداء القادة فنحن نستذكر بفخر وعز وشمم تلك التضحيات الجسام التي قدمها أولئك القادة وهم يذودون عن الأمة في أصعب مراحل المواجهة ضد داعش الذي إستباح الوطن وعبث بمصائر الناس واستحل دمائهم ومستقبلهم .
نستعيد هذه الذكرى العطرة والأمة تخوض أشرف منازلة للحق ضد الباطل ممثلة بالعدوان الهمجي البربري لآلة القتل الصهيونية ضد شعبنا الأعزل في غزة وسائر فلسطين أمام أنظار العالم الصامت الذي يتفرج على أكبر مذبحة في العصر الحديث دون أن يحرك ساكنا .
ولنا الحق أن نفتخر ان في ذخيرتنا أجيال من المقاومين الذين تربوا على ذات النهج النقي الذي سار عليه شهداؤنا القادة وثبتوا في الميدان واثبتوا أنهم أهل للكرامة والعزة والإنتماء الى مدرسة الفداء والتضحية والإيثار .
إنها ليست مجرد ذكرى بل جسر يوصلنا الى العلياء ننهل منه دروس النقاء ونشمر عن سواعد الفخر والكبرياء بإتجاه أن نبرهن عن تمسكنا بكل قضايانا من فلسطين الى اليمن وفي كل أرض يكون فيها للمنازلة ساحة .
رحم الله الشهداء القادة ورضي الله عنهم وأرضاهم وافاء على وطننا بالخير والبركة بدماء كل من ضحى وإستشهد دفاعا عنه وطيب الله ثراهم وأورثهم جنة الفردوس نزلا .
في ذكرى الفخر
