حاورها / كريم هاشم العبودي
قصي صبحي القيسي
هكذا هي ( الشرق ) وكما عودت القراء الكرام على تقديم الافضل .. لهم من شمال العراق .. الى جنوبه .. تمتوعتنا اليوم تختلف عن كل التمتوعات .. لانها تحمل في طياتها .. شرف العشق .. والحب .. والوفاء .. والانتماء الحقيقي للوطن الحبيب ..
انها الفنانة العراقية المغتربة ( نوفا عماد ) بنت فنانتنا القديرة سينا هاكوبيان ..
واليكم الحكاية عبر السطور ادناه :
ضيفة ( الشرق ) في هذه التمتوعة البغدادية هي نوفا عماد ابنه لفنانين لمع اسمهما في سماء العراق كل في مجاله، هما الفنانة سيتا هاكوبيان التي لقبت بفيروز العراق والمخرج عماد بهجت، بين هذين الأبوين وفي هذا البيت كبرت وترعرعت ونهلت من الفن بمختلف أشكاله ومن الثقافة :
الشهرة كتبتها بالدموع
آمنت الفنانة نوفا عماد بفضل المحيط الذي عاشت فيه أن الفن رسالة ومشروع وأن الشهرة عمل وكفاح لإثبات النفس وافتكاك النجاح ومحبة الجمهور افتكاكا لطيفا يمرّ بالضرورة عبر باب واحد هو الصدق في المشاعر والعمق في الأداء، فسلكت ذلك الطريق وحفرت في الصخر أحيانا وعاشت النشوة والفرح كما الدموع والتعب، واستطاعت أن تفرض شخصيتها الفنية بعيدا عن ظلّي والديها المشهورين، فنسيهما الكثير أمام عذوبة صوتها ورقة نبرتها وشاعرية ريشتها.
هذه هي نوفا عماد التي حصدت ثمرة عمل طويل في ألبوم خايف عليه .. وقد أطلت على ( الشرق ) عبر الهاتف من كندا، بلد إقامتها الحالية، وتحدثت عن مولودها الفني الأول ومراحل العمل عليه وعبرت عن سعادتها باكتماله في أجمل صورة حلمت بها ورسمتها مدى سنوات تحضيره كما عشنا معها لحظات تأثر صادقة عندما فاجأناها برسائل محبة وصلتنا عبر ( الشرق ) .. من أشخاص عزيزين على قلبها .. من الذين يعشقون فنها العراقي الاصيل ..
غنت الى جانب مطربين عالميين
عرفها الجمهور من خلال اغاني الدويتو التي غنتها الى جانب مطربين عالميين كالفنان أرابيسك وغوتان بروجيكت وغيرهم ، رغم ان توجهها الى الساحة الفنية الغربية لم يكن إلا مقدمة للتوجه الى جمهورها العربي عموما والعراقي خصوصا ، وقد بررت تجربتها في الغناء الغربي بانها كانت بداية لتكوين صورتها المستقلة في كندا من خلال تعاملها مع فنانين اجانب ، فقد أرادت ان ترسخ خطواتها في الغربة اولا قبل ان تتجه الى العالم العربي عموما والعراق خصوصا،
ولكي لا تكون موضع مقارنة بينها وبين والدتها ، إنها الفنانة العراقية الشابة (نوفا عماد) إبنة الفنانة الكبيرة سيتا هاكوبيان والمخرج العراقي عماد بهجت ، التي تداولت الفضائيات مؤخرا اغنيتها الجديدة (غربة)التي تم تصويرها في كندا .
* في العديد من الأفلام والمسلسلات الأجنبية تم اختيارك لغرض الأداء الصوتي في خلفيات هذه الأعمال السينمائية والتلفزيونية ، وكان لأدائك الصوتي مع الموسيقى التصويرية تأثيرات مهمة في اللقطات ذات الإنفعالات العاطفية ، هل كان اختيارهم لكِ بسبب طبيعة صوتك (الأوبرالي) الذي يتناسب مع طبيعة تلك المشاهد أم لغرض الإستفادة من موهبة فنية جديدة مازالت في بداية ازدهارها؟
– في البدء اود توضيح نقطة انني لست مغنية اوبرا. الغناء الاوبرالي فن قائم بحد ذاته وله قواعده واصوله التي تُدُرس في اكبر الجامعات العالمية، لكن هذا ليس تخصصي او اسلوبي. انا مغنية عراقية احمل في داخلي الم وحنين وطن مزقته الصراعات وابعدتني عنه الغربة وهذا انعكس على ادائي في اغلب اعمالي. وكان هذا ايضا سبب اختياري لاقدم خلفية فلم «سوق الخميس»، لانه كان يتحدث عن القضية الفلسطينية وارادت المخرجة ان تستخدم (الاهات) بدل الكلمات في اللقطات التي لم تكن فيها حوارات لتعبر عن دواخل الشخصية الرئيسية في الفلم. اما بالنسبة لمسلسل الملاذ فكان الملحن يبحث عن صوت شرقي وكان قد سمع ادائي في فلم «سوق الخميس» فاتصل بي هاتفيا وحدد موعد التسجيل في نفس اليوم. انا اعتبر نفسي محظوطة اذ اتيحت لي فرصة التعامل مع هذه الاسماء اللامعة في مجال التلحين للافلام السينمائية.
الخروج من عباءة الوالدة ؟
* لعل التصاق اسم (نوفا عماد) بإسم نجمة الغناء العراقي سيتا هاكوبيان قد سبب لكِ صعوبات في الاستقلال بشخصيتكِ الفنية عن شخصية والدتكِ ، هل نجحتِ في فرض هويتك المستقلة والخروج عن عباءة والدتك وعدم جعلها سببا في شهرتكِ؟
– حين قررت الخوض في مجال الغناء واجهت معارضة من اهلي في الموضوع ، اولا كوني بعيدة عنهم وثانيا لعلمهم بالمصاعب التي سألاقيها في بداية الطريق ومنها موضوع المقارنه بيني وبين والدتي. لذا قررت ان اعمل على تكوين صورتي المستقلة من كندا بتعاملي مع فنانين اجانب ، واردت ان ارسخ خطواتي في الغربة اولا قبل ان اتجه الى العالم العربي و العراق خصوصا، لكي لا اكون موضع مقارنه مع والدتي. رغم كل هذا لا ازال اجد ان العديد من المستمعين يقولون ان صوتي او طريقة غنائي او حتى شكلي يذكرهم بوالدتي ، وربما ينبع هذا من شوقهم ومحبتهم العميقة للفن الذي قدمته وللحداثة التي كانت هي اول من ابتدا خطواتها. انا لا اجد انه من الصحيح المقارنة بين تجربتي الصغيرة جدا بفنانة لها باع طويل في الفن ومكانة كبيرة جدا في قلوب العراقيين ، لكني على ثقة بان اعمالي التي ستطرح في البومي قريبا سترسخ هويتي المستقلة امام الجمهور ان شاء الله والايام القادمة ستكون هي الحاسمة في هذا الموضوع.
* لديكِ أغاني مشتركة مع مطربين عالميين مثل أرابيسك وغوتان بروجيكت وغيرهم ، ما الذي أضافته تجربة الغناء مع هذه الأسامي الكبيرة الى نوفا عماد؟ حدثينا عن تجربتك الفنية على المستوى العالمي .
– تجاربي هذه اضافت لي الكثير ، فهذه الاسماء لها مكانة كبيرة لدى الجمهور الاوربي ومجرد تعاون مع هذه الاسماء يعتبر حلما لاكبر الفنانين فما بالك فنانة عراقية لا تزال في اولى خطواتها؟ ساعدتني هذه الاغاني اولا في الوصول الى الجمهور الاوروبي الذي احب واستساغ الطابع العربي الذي قدمته ، لكني افادني ايضا على المستوى الشخصي بالكثير لانه زاد من ثقافتي الموسيقية وفتح امامي افاقا ومجالات اوسع ، ساعدتني في تحديد طريقي بالاعمال التي اريد تقديمها في المستقبل ، والمواضيع الخارجة عن مألوف الاغاني التقليدية عندنا ، ومن هنا جاءت فكرة التنوع ومزج الغناء العربي بالاجنبي التي استخدمتها في البومي.
* اغنيتك (غربة) ، كانت تجربة جريئة لإعادة غناء أغنية (جي مالي والي) بطريقة مختلفة تماما عن السياقات المألوفة سابقا ، من أين جاءتكِ هذه الفكرة؟ خصوصا وأن اللحن مختلف والكلمات تختلف ايضا عما هو معروف .
– انا لا اعتبر (غربة) تجديدا لاغنية (جي مالي والي) وانما هي اغنية مختلفة لكن مستوحاة منها. في سنوات الغربة الاولى كنا انا واختي نعاني كثيرا كوننا بعيدين عن الاهل والوطن. وكنت دائما اردد مقطع (جي مالي والي ، متعذبة بدنياي) لانني بالفعل كنت احس باننا بقينا لوحدنا واهلنا بعيدين فكنا كمن لا ولي لنا ، ومن هنا اتت الفكرة الرئيسية. اردت ان اقول في (غربة) ما عناه هذا المقطع لي بالذات من تجربتي الخاصة ، وحين بدات بالكتابة ، اردت ان اطرح الفكرة لتشمل معنى الغربة من جميع النواحي (البعد عن الاهل ، عن الوطن ، عن الابن ، عن الحبيب) وتقصدت ان ابقي مقطع (جي مالي والي) بنفس اللحن للاغنية الاصلية حتى يبقى الترابط موجود بين الاغنيتين.